وقال بوناوالا (فى لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ونشرته على موقعها الالكترونى اليوم الاثنين، إن النقص الحاد في اللقاحات في الهند سيستمر حتى شهر يوليو المقبل، حيث من المتوقع أن يرتفع الإنتاج من حوالي 60 إلى 70 مليون جرعة في الشهر إلى نحو 100 مليون جرعة.

وأضاف بوناوالا أن السلطات لم تتوقع مواجهة موجة ثانية فى يناير الماضى عندما انخفضت حالات الإصابة بالفيروس؛ حتى شعر الجميع حقًا أن الهند قد انتصرت على الوباء.

لكن الهند تعرضت لضربة مرتدة كانت أشد تدميرا وضراوة؛ حيث سجلت البلاد 400 ألف حالة إصابة جديدة يوم أمس الأحد، كما تم إغلاق العديد من المدن والولايات، بما في ذلك العاصمة نيودلهى. حسبما أشار بوناوالا.

كما أوضحت "فاينانشيال تايمز" من جانبها أن رئيس الوزراء مودى تعرض فى الآونة الأخيرة لانتقادات حادة وصلت إلى اتهامه بالرضا عن الوضع الوبائى الذي وصلت إليه بلاده وإعطاء الأولوية للسياسة المحلية على الأزمة الصحية لاسيما بعد السماح بمسيرات انتخابية حاشدة ومهرجان "كومبه ميلا" الدينى الهندوسى الذى جذب ملايين الأشخاص، على الرغم من ارتفاع الإصابات بشكل حاد.

وأبرزت أن الهند قامت حتى الآن بتلقيح أقل من 2 % من سكانها، حيث أفادت العديد من الولايات بأن مخزونها من اللقاحات قد نفد، مما أجبرها على تأجيل خطط توسيع حملة التلقيح لجميع الأشخاص الذين يبلغون من العمر 18 عامًا أو أكثر.

وقد طلبت العاصمة نيودلهي 21 مليون لقاح من معهد سيروم، الذي يصنع لقاح أسترازينيكا-أكسفورد ويوفر الغالبية العظمى من جرعات اللقاح التي تحتاجها البلاد، بحلول نهاية فبراير، لكنها لم تعطِ أى إشارة إلى موعد شراء المزيد. وتم طلب 110 ملايين جرعة إضافية في مارس الماضي عندما بدأت العدوى في الانتشار بشكل حاد.

وقدمت الحكومة الهندية في الشهر الماضي قرضًا للمعهد من أجل مساعدته في إنتاج المزيد من اللقاحات. كما أطلقت الحكومة في أبريل الماضي حملة لتأمين مزيد من اللقاحات من الموردين الأجانب. ومنحت موافقة طارئة للقاح سبوتنيك-فى الروسى، وقالت إنها ستفعل الشيء نفسه مع تلك اللقاحات المعتمدة فى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أوروبا أو اليابان.

مع ذلك، يقول خبراء إن الحكومة الهندية كان يتعين عليها أن تستثمر فى القدرة على تصنيع وشراء لقاحات كافية فى وقت مبكر من الوباء.