وأكدت الصحيفة - في تقريرها - أن إعادة بناء غزة لن تكون فقط "حتمية أخلاقية" لمساعدة سكان القطاع مثلما كانت في السابق، بل أنها ستكون أيضا "حتمية دبلوماسية" لمؤسسة الخارجية الأمريكية وإدارة بايدن في المرحلة المقبلة بعد نجاح الجهود المصرية في تثبيت وقف إطلاق النار. 

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ترغب في أن تكون في مقدمة أية استجابات دولة لجهود إعادة إعمار قطاع غزة التي ستتكلف مليارات الدولارات، و أن أولوية الإدارة الأمريكية في هذا الصدد ستتمحور على إعادة تأهيل المرافق الخدمة الصحية والتعليمية لسكان القطاع وغير ذلك من أوجه إعادة الإعمار. 

وعلمت النيورك تايمز - بحسب ما أوردته في تقرير إخباري اليوم السبت - أن إدارة بايدن ستقوم بالتنسيق مع الأمم المتحدة بشأن كل ما يلزم لإعادة إعمار قطاع غزة و إزالة آثار الدمار التي خلفتها الحرب، وقالت إنه من المتوقع أن تدرس إدارة بايدن مبادرات أخرى وضعها خبراء الدبلوماسية الأمريكية للوصول إلى اتفاق سلام واسع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ينطلق من "رؤية جديدة" لقضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. 

كما كشفت مصادر مطلعة في إدارة بايدن للصحيفة - رفضت التعريف بها- عن أن تركيز الإدارة الأمريكية سينصب في المرحلة المقبلة على دراسة الكيفية التي يمكن معها بناء تحالفات جديدة بين إسرائيل والبلدان العربية حتى وأن تأسست تلك التحالفات على ما سبق وأن تحققت بداياته في العام الماضي. 

وكشفت النيويورك تايمز كذلك عن أن الإدارة الأمريكية تدرس الكيفية المثلى التي يمكن معها تعزيز علاقات التعاون بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة في الضفة الغربية و قطاع غزة، وستكون المرجعية الأمريكية في هذا المسعى إلى ورقة عمل يعود تاريخها إلى عام 2018، وشارك في إعدادها آنذاك الخبير الأمريكي ذو الأصول العربية هادي عمرو، وهو الرجل الذى يشغل حاليا منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون الإسرائيلية و الفلسطينية. 

وقالت أن إدارة بايدن قد خصصت في أبريل الماضي و قبيل نشوف المواجهات الأخيرة 150 مليون دولار لدعم جهود وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في المناطق الفلسطينية "الأونروا"وهي الوكالة التي تنسق جهود الدعم الإنساني لنحو5.7 مليون لاجئ فلسطيني في منطقة الشرق الأوسط. 

وقالت النيويورك تايمز، إن تلك الخطوة التي بادرت بها إدارة بايدن نقضت قرارا لسلفه دونالد ترامب في عام 2018 بوقف كافة أشكال الدعم التمويلي الأمريكية للأونروا. 

من جانبها قالت اليزابيث كامبل مديرة مكتب الأونروا في واشنطن للنيويورك تايمز، إن إدارة بايدن كانت قد تعهدت بتقديم دعم مالي للوكالة قيمته 150 مليون دولار هذا الصيف، وكشفت عن تقديم " الأونروا" مساعدات إغاثة يوم الأربعاء الماضي في خضم الأزمة الأخيرة قيمتها 38 مليون دولار أمريكي لتوفير احتياجات سكان غزة والضفة الغربية من الطعام والدواء و كافة المستلزمات الطبية والإسعافية الأخرى. 
وأضافت مديرة مكتب "الأونروا" في واشنطن أنها تلقت وعدا من إدارة بايدن بتقديم تمويل طارئ إضافي خلال أيام لتلبية احتياجات الفلسطينيين الإغاثية العاجلة، إلا أنها لم تكشف أية تفاصيل حول حجم هذا التمويل.