"باب العزب" مذبحة القلعة حدثت هنا.. هكذا أنهى محمد على حياة البكوات "فيديو"

الثلاثاء، 11 مايو 2021 05:09 م
"باب العزب" مذبحة القلعة حدثت هنا.. هكذا أنهى محمد على حياة البكوات "فيديو" باب العزب
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بث تليفزيون اليوم السابع، تغطية خاصة فى سلسلة لايفات "السرداب" التى يعدها ويقدمها محمود حسن، والتى تتناول حكايات من تاريخ مصر القديمة، وكانت التغطية تلك المرة من المكان الذى قتل فيه 470 شخصا على الأقل، وسالت دمائهم وهو باب العزب فى قلعة صلاح الدين الأيوبى.



حين وصل محمد على لحكم مصر سنة 1805، كان المماليك قوة مؤرقة له لأنهم كانوا أصحاب السلطة الحقيقية على البلاد طوال الحكم العثمانى، سنوات حكم محمد على الأولى هى عبارة عن مناوشات مع المماليك لمحاولة السيطرة على مصر.

فى عام 1811 طلب السلطان العثمانى من محمد على إنه يسير حملة لمواجهة الوهابيين، فأدرك محمد على إنه جنوده إذا خرجوا من مصر فسيكون مصيره فى يد المماليك.

لهذا خطط للمذبحة، وفى يوم خروج الجيش بقيادة ابنه طوسون، وفي الجمعة أول مارس من عام 1811، دعا المماليك للقلعة لتوديع الجيش، فراحوا بأبهى الأزياء، واستقبلهم محمد علي بنفسه، وكان كريما ولطيفا معاهم، وشرب القهوة معاهم كلهم، ولما أذن المؤذن برحيل الجيش، طلب محمد علي من المماليك إنهم يرافقوا الجيش مع ابنه لأول الطريق تكريما ليهم وليه.

 

سار طوسون على رأس الجيش، في طريق الخروج من القلعة وهو طريق وعر ومنحدر وصخري، مشى بجواره وخلفه الفرسان، وكبار قادة البلد، وخلفهم المماليك ومن ورائهم الجنود المشاة الأرنائوط.



وفجأة سكتت الطبول ودي كانت إشارة إطلاق النيران، انطلقت النار تحصد أرواح المماليك، بيقول الجبرتي المؤرخ المصري، إن عملية القتل استمرت من الظهيرة لغاية بداية الليل، أما المصريين الذين كانوا محتشدين في الشوارع يودعوا الجيش استغربوا من انقطاع صفوف الجيش فجأة بعد مرور الفرسان!، لكنهم أدركوا ما يحدث حين وجدوا من يشاهدون الجيش فى ميدان الرميلة وهم خارجون يجرون فى ذعر ورعب ليدخلوا دروب القاهرة، ليقولوا أن هناك مذبحة تتم فى القلعة، وبدأت الدماء تسيل في هذا الطريق المنحدر لتملأ القاهرة كلها.


كان القتل بلا أدنى رحمة، لدرجة إن واحد من المماليك ويدعى سليمان بك البواب استطاع إنه يجري في القلعة وجسده يقطر دم، وراح لأمينة هانم زوجة محمد على فى قصر الحريم، واستنجد بيها وقالها "فى عرض الحرم" فحمته أمينة هانم ومنعت عنه الجنود، لكن محمد على رفض وأمر بقتله فورا فتقدم الجنود وشالوه من تحت أقدام أمينة هانم وجزوا رقبته بالسيوف على الفور، وهو الأمر الذى أفجع أمينة هانم وأحزنها وبسببه امتنعت عن الحديث مع زوجها محمد علي تماما، ولمدة 13 سنة كاملة حتى موتها سنة 1824.

 

لم يستطع النجاة سوى مملوك واحد فقط هو أمين بك، الذى قفز من فوق أسوار القلعة على حصانه، واختفى فى سوريا، أما باقي المماليك الذين لم يذهبوا للحفل، فأمر محمد على على الفور جنوده الأرنائوط إنهم يقتلوهم فى بيوتهم، ويستبيحوا أموالهم، وهكذا انطلق الجنود فى القاهرة يقتلوا كل المماليك، بل ويستبيحوا كمان حرمة البيوت المجاورة لبيوتهم، فقتلوا ألف شخص آخر، واستمر النهب والقتل لدرجة إن محمد على فى ثانى يوم اضطر ينزل من القلعة بنفسه كى يوقف أعمال النهب ويذبح بإيده عدد من النهابين.

 

بعض المماليك قدر إنه يهرب من القاهرة، وهو لابس ملابس النساء، وهرب فى وسط الفلاحات، وهؤلاء جرد لهم محمد على حملة بقيادة ابنه إبراهيم كى يطاردهم فى صعيد مصر.


تظل مذبحة القلعة واحد من الأحداث فى التاريخ المختلف عليها، بين من يرون إنها جريمة شنعاء وعملية ذبح بلا رحمة مليئة بالغدر، وبين من يرى إنه لولاها لظلت مصر رهينة للماليك وما كانت لمصر أن تبدأ رحلتها للحداثة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة