أكرم القصاص - علا الشافعي

نقدر على الدنيا ولا تقدر علينا.. "عمر القاضى" بطولة لآخر نفس فى كمين "البطل 14" بسيناء.. ودع الدنيا مع تكبيرات العيد.. زملاؤه ثأروا لروحه من القتلة بعد 12 ساعة.. ووالدته: طلب الشهادة فنالها بشرف

الإثنين، 10 مايو 2021 10:00 م
نقدر على الدنيا ولا تقدر علينا.. "عمر القاضى" بطولة لآخر نفس فى كمين "البطل 14" بسيناء.. ودع الدنيا مع تكبيرات العيد.. زملاؤه ثأروا لروحه من القتلة بعد 12 ساعة.. ووالدته: طلب الشهادة فنالها بشرف الشهيد عمر القاضي
كتب محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال مسلسل الاختيار 2 يوثق تضحيات وبطولات رجال الشرطة، في الدفاع عن الوطن، حيث يضم سجل الشرف لرجال الشرطة العديد من قصص البطولة والفداء، ويعد الشهيد البطل عمر القاضي أحد هؤلاء الأبطال، الذي حرص المسلسل على توثيق قصته، في إطار معركة الوعي، وترسيخ قيم الولاء والفداء للوطن.
 
حياة مليئة بالكفاح والاجتهاد، كانت في تفاصيل رحلة عمر الشهيد البطل عمر القاضي القصيرة، والذي استشهد بعد تخرجه من كلية الشرطة بوقت ليس بالطويل، حيث التحق بكلية الشرطة سنة 2013، وتخرج فيها سنة 2017.
توفى والده وهو طالب بكلية الشرطة، وكانت والدته تضع آمال كبيرة عليه، وعقب تخرجه عمل بالأمن المركزى، وعرف القاضى بين زملائه بالجدية والحزم والتدين وحبه لعمله ومساعدته المستمرة للآخرين.
 
لا تستطيع أسرة البطل أن تنسى هذا التاريخ "5 يونيو 2019 "، عندما هاجمت عناصر إرهابية مسلحة الكمين ويحمل اسم البطل 14 ، حيث سطر رجال الشرطة ملحمة بطولية حقيقية، ضربوا فيها أروع الأمثال في التضحية والفداء، حتى سقط البطل عمر القاضي شهيدًا مع تكبيرات العيد، بعد مقتل 5 من العناصر التفكرية.
 
الشهيد البطل عمر القاضي سجل اسمه في قوائم الشهداء بعد عامين فقط من تخرجه، إلا أن الثأر لروحه كان سريعًا، حيث نجح زملائه بعدها في تتبع خط سير التكفيريين والقضاء على 14 عنصرا إرهابيا داخل إحدى العشش المهجورة، وعثر بحوزتهم على 14 بندقية متعددة الطلقات و3 عبوات شديدة الانفجار وحزامين.
 
وتداول رواد السوشيال ميديا وقتها تسجيلات صوتية منسوبة للشهيد البطل قبل استشهاده أثناء المعركة مطالبا القوات بدك الكمين، لضمان القضاء على العناصر الإرهابية المنتشرة حوله الكمين.
 
"القاضي" أصيب فى حادث سابق ولكنه كان مشغول دوما بعمله وتفانيه فيه، ورغبته المستمرة فى الاستشهاد، حيث كتب عدة تدوينات، أبرزها: "لكل أجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا"، "ربما الموت يقترب منى وأنا لا أشعر به لطفك يا الله فى سكرة موتى أن تكون خاتمتى حسنة ثم الجنة".
 
قالت والدة الشهيد البطل "عمر القاضي": "ابنى وقف ببطولة وصمد فى مواجهة التفكيريين، وكان أول من أصيب بالكمين وآخر من استشهد، ابنى كان طول عمره مميز، عشان كده استشهد فى يوم مميز بيوم العيد، ولادنا رجالة مش بيخافوا"، وأوضحت والدة الشهيد فى حديث سابق لـ"اليوم السابع":"عرفت أربى وأكبر"، هكذا تحدثت عن البطل وشقيقه الذى يعمل ضابط شرطة أيضا، فكنت حريصة أن يكون الاثنين ملتزمين دينيا وخلقا، حيث كان الجميع يشيد بـ "عمر"، وتدينه وعلاقته الطبية مع الآخرين.
 
تحملت مسئولة تربية "عمر"، خاصة بعدما رحل عنا والده، وهو طالب فى الفرقة الثانية بكلية الشرطة، واجتهد وتخرج، وكان حريص على تحقيق حلم والده، أن يكون ضابط شرطة مشهود له بالكفاءة والخلق.
 
الأم تتحدث عن ابنها بعد وفاة زوجها، بصوت ممزوج بالأسى: فرحنا جميعا لدى تخرج "عمر" وعمله بالأمن المركزي، وكان خوفى عليه لا يتوقف، خاصة بعد اصابته فى إصبعه، وكتفه فى بعض المأموريات ، لكنه كان "راجل بمعنى الكلمة" وبطلا منذ نعومة أظافره حتى استشهاده.
 
وعن يوم الاستشهاد تقول الأم، يومها كان قلبى حاسس بشىء ما " قلب الأم بقى" حاولت الاتصال به عدة مرات منذ الخامسة فجراً دون التمكن من الوصول اليه، وكان قلبى يحدثنى بشىء ما، لكنى تماسكت، وتصاعدت تكبيرات عيد الفطر المبارك، وذهبت لأداء صلاة العيد، وفوجئت بابنى الثانى يقول لى أنه سيذهب لعمته "يعيد عليها"، وشعرت أن هناك أمراً ما لا يريد يخبرنى به، سألته: فرد "مافيش حاجة يا ست الكل"، مع أن قلب الام لا يكذب أبدا.
 
تكمل الأم سرد اللحظات الأصعب فى حياتها على الإطلاق، تعودت اتصفح الانترنت من هاتفى المحمول للاطمئنان على حال البلاد والأولاد، لكنى اكتشفت أن الإنترنت عير موجود، ولم أدر أن ابن عم ابنى قطع سلك الإنترنت حتى لا أعرف هذا الخبر ، لكن لم تمر سوى سويعات قليلة وعرفت بالأمر كله، وشعرت وقتها ان الحزن فالق كبدي.
 
"عمر" كان يتمنى الشهادة، فتقول الأم : كتب ابنى عدة مرات على السوشيال ميديا يتمنى الاستشهاد ، حيث كتب :" لكل أجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا"، " ربما الموت يقترب منى، وأنا لا أشعر به، لطفك يا الله فى سكرة موتى أن تكون خاتمتى حسنة ثم الجنة".
 
بصوت مكلوم، تقول الأم ، كنت اتمنى أفرح به، فلم يخطب أو يتزوج بالرغم من إلحاحى عليه فى هذا الأمر، وتمت إقامة جنازة شعبية مهيبة له بمسقط رأسنا بالمنوفية.
 
عاش بطلا ومات بطلا، هكذا تحدثت الأم عن ابنها ، قائلة: شرفنا حيا وميتا، فقد سطر بطولات عديدة رغم عدم تجاوز عمره 25 سنة، وحول إطلاق اسمه على دفعة الشرطة 2019، قالت والدة الشهيد عمر القاضى ، الدولة لا تنسى أبناءها و"عمر" لم يك ابنى بمفردى وسيظل فى ضمير ووجدان هذا الوطن، وأقول للخريجين الجدد من كلية الشرطة :" خلوا بالكم من نفسكم..وربنا يحافظ عليكم".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة