أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

قطاع التأمين والثقافة الغائبة

الأربعاء، 07 أبريل 2021 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التأمين أحد أهم القطاعات الواعدة فى مصر، فالبلد التي يتجاوز عدد سكانها الـ 100 مليون نسمة، تحتاج إلى ثقافة تأمين قوية وفعالة، فمازال البعض يربط بين التأمين والأراء الفقهية غير الصحيحة، بينما البعض الآخر أنه ليس فأل خير، وأن توقيع وثيقة تأمينية مؤشر لاقتراب نهايته، إلا أن الواقع يقول إننا نحتاج الوعى التأمينى، وعلينا أن نشجعه ونقدم المعلومات الصحيحة حوله، وأهميته في تحقيق التكافل الاجتماعى.

ثقافة التأمين بكل أنواعه تحتاج إلى جهد كبير في مصر، فهذه الصناعة قد يكون رأس مالها مئات المليارات إذا تم التعامل معها بالصورة السليمة، فالمواطن الذى يتوقف عند حدود التأمين الطبي أو التأمين الإجباري على السيارة، عليه أن يفكر في أوجه التأمين المختلفة، وعليه أن يبحث عن موارد ومصادر دخل تكفيه الحاجة بعد الخروج إلى سن المعاش، خاصة أن هناك فئات تشكو ضيق الحال في هذه السن الحرجة، التي غالباً ما تحتاج إلى إلى رعاية واهتمام وتزيد فيها النفقات.

الادخار فكرة غائبة عن تفكير المصريين دائماً، مع العلم أن البلاد النامية والأسواق الناشئة يجب أن يكون فيها الادخار فريضة، تكفل صاحبها الحاجة والعوز وتحميه من تغير الظروف والأحداث، لذلك أتصور أن قطاع التأمين مجال واعد للادخار حتى ولو كانت المبالغ المدخرة فيه بسيطة، وهذه ميزة نسبية في بعض الأحوال، خاصة أن المدخر أو صاحب وثيقة التأمين لا يشعر بعبء دفع الأقساط الشهرية أو السنوية حسب طبيعة الاتفاق، ثم يجد مبلغ مالى معتبر في نهاية المدة.

يجب أن تسعى شركات التأمين لطرح برامج جادة، تحمل ميزات وحوافز للعملاء، تشجعهم على الاستثمار في هذا القطاع، الذى يعتبر الأقل مخاطر بين الأدوات الاستثمارية المتاحة، كما يجب أن تكون مستويات المصداقية والثقة فيه جيدة، حتى يُقبل المواطنون على شراء وثائق التأمين.

المشكلة لدى بعض شركات التأمين أنها تخطط للوصول إلى العميل، ثم ما إن وصلت إليه ووقعت معه الوثيقة، تتجاهله تماماً ولا تقدم له الخدمة التي يحتاجها، لا ترسل كشف الحساب المتفق عليه، لا تحاول جذبه لعروض أخرى، لا تحاول تقديم خدمات جديدة أو مميزة، وهذا خطأ كبير، خاصة أن قطاع التأمين يعتمد في تسويقه على فكرة الاتصال الشخصى والإقناع المباشر، فالعملاء الحاليين هم من يجذبون العملاء المحتملين، لذلك فالتجربة الخاصة بالتعامل معهم والخدمات المقدمة لهم ستتكون على أساسها الصورة الذهنية للشركة أو المؤسسة التي تعمل بمجال التأمين.

التأمين فكرة مهمة لكل مواطن، ويجب العمل عليها ودراستها بصورة كافية، وعلينا ألا نكتفي بالتأمينات الاجتماعية فقط، بل يجب تنويع مسار التأمين بصورة تكفل الحياة الكريمة للمواطنين وأسرهم بعد المعاش أو حال تعرضهم لمخاطر العمل أو في مواجهة العجز والمرض وعدم القدرة على الكسب أو حتى تغير الظروف وندرة الفرص.









الموضوعات المتعلقة

"الروبوت" مسخ لا يخدم نفسه

الثلاثاء، 06 أبريل 2021 11:22 ص

الجنيه المصرى رمز الاقتصاد

الإثنين، 05 أبريل 2021 11:14 ص

الضرائب العقارية.. الميكنة أولاً

الخميس، 01 أبريل 2021 10:46 ص

قناة السويس.. قصة فى حب الوطن

الثلاثاء، 30 مارس 2021 10:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة