مسخر خانة.. أنت فى الأرض ثقيل.. وثقيل فى السماء

الخميس، 22 أبريل 2021 12:00 م
مسخر خانة.. أنت فى الأرض ثقيل.. وثقيل فى السماء أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 وإلى حديث الثقلاء، ممن يفرضون أنفسهم على الناس، ولا يتركون لمضيفهم زاوية يتنفس منها، وقيل إن الثقلاء سموا بهذا الاسم قديما لأنهم حتى لو كانوا خفاف الوزن، فإنهم ثقال المعشر.. ويروى من التراث أن أديبا ضج من زيارة أحد الثقلاء له، دون استئذان أو وقت مناسب، فما كان من الأديب إلا أن توصل لحيلة طريفة، كان يحتفظ بعمامته وعصاه قرب الباب فإذا دق الباب أسرع فارتدى عمامته وأمسك بعصاه ثم فتح الباب فإن كان الزائر غير المرغوب فيه يقول له: كم أنا سيئ الحظ لأننى خارج لمقابلة متفق على موعدها من قبل، وأما إذا كان شخصا مرغوبا فيه يقول: كم أنا سعيد الحظ لقد عدت من الخارج الآن. 
 
وقيل للشعبى: هل تمرض الروح، قال: نعم.. فى ظل الثقلاء.. وقد زاره عدد من الثقلاء فجأة، مرة واحدة، وألحوا عليه بالأسئلة حتى اشتد عليه المرض، وامتقع وجهه، فهمس أقلهم ثقلا فى أذن الشعبى:  هل أطردهم عنك؟، قال على الفور: اطردهم وانطرد معهم.
 
ومر به بعضهم فوجده بين اثنين فقال: كيف الروح يا شعبى.. قال: فى النزع الأخير.
 
وكان للشعر مكانه فى وصف الثقلاء، وكان هناك رجل ثقيل اسمه عداس، وزار صديقا له فقال له صاحب الدار:
قل لعداس أخينا
يا أثقل الثقلاء
أنت فى الأرض ثقيل
وثقيل فى السماء 
أنت فى الصيف سموم 
وجليد فى الشتاء 
وكان الإمام الأعمش، أحد مشاهير الظرفاء وأحد كبار الذين أتقنوا فن التخلص من الثقلاء، فهو لا يطيقهم وهو معافى، وأكثر إذا كان مريضا، وفى إحدى المرات  ألزمه المرض السرير فترة طويلة، وكثر زواره وعواده، وكان يميِّز بين الزائر الخفيف والثقيل الوبيل، وقد دعاه يوما أحد الثقلاء، وسأله: كيف نمت يا شيخنا بالأمس؟، فقام الأعمش متثاقلا فى المرض وجلب لحافا واستلقى عليه قائلا للسائل الثقيل: هكذا نمت بالأمس، ثم ظل نائما حتى انصرف الثقيل غير مأسوف عليه، وسأله ثقيل آخر: ما الذى عمش عينيك؟، قال: من كثرة النظر إلى الثقلاء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة