أكرم القصاص - علا الشافعي

معلمان بسيناء يسيران بتلاميذهما على درب أحمس وابن العاص وصلاح الدين على ساحل مدينة الشيخ زويد.. يشرحان دروس التاريخ والعلوم فى الهواء الطلق.. والطلاب: سعداء باقتفاء أثر الأجداد.. وحلمنا زيارة متحف الحضارة.. صور

الإثنين، 19 أبريل 2021 03:30 م
معلمان بسيناء يسيران بتلاميذهما على درب أحمس وابن العاص وصلاح الدين على ساحل مدينة الشيخ زويد.. يشرحان دروس التاريخ والعلوم فى الهواء الطلق.. والطلاب: سعداء باقتفاء أثر الأجداد.. وحلمنا زيارة متحف الحضارة.. صور ساحل مدينة الشيخ زويد
شمال سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"من هنا مر حورس، وهذه هى آثار جيوش حور محب وأحمس، ومن هنا مر عمر بن العاص، وهو فى طريقه لفتح مصر، ومن هنا سارت جيوش قطز"، عبارات رددها عمرو مسعد عبدالحميد لقوشة، معلم أول دراسات اجتماعية لتلاميذه بمدرسة الشيخ زويد الرسمية للغات بشمال سيناء، وهو يشير لهم إلى منخفض تحفة أشجار النخيل من الجانبين والتلال الرملية تحيط به على ساحل غرب مدينة الشيخ زويد بمنطقة "السبخة".

وتتابع الحديث إيمان شمس عزت الرفاعى، معلم أول علوم بذات المدرسة، وهى توجه أنظار التلاميذ لخصائص علمية تحتويها المنطقة، من بينها أنها تنتج الأملاح، وعلى أرضها يزرع النخيل، وما تحويه رمالها من عناصر فضلا عن أهمية المكان سياحيا، وأنها محطة للطيور المهاجرة.

هذه كانت وقائع يوم دراسى يعيشه طلبة المدرسة فى الهواء الطلق، ابتكر تنفيذه معلمو المدرسة والذى وصفه المعلم عمرو  مسعد، أنه يوم تعليمى يجمع بين الترفيه وتدريس عملى لمنهج التاريخ والجغرافيا والعلوم والاكتشافات.

ومن جانبه قال المعلم "عمر"، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، إن قصة الخروج بالطلبة، هو تغيير الجو العام والمناخ التعليمى السائد مع جائحة كورونا، والظروف التى تختلف عن أى مكان أخر، ومنعا لجو الملل في التعليم وخلق بيئة تفاعلية بين الطالب والمكان الذى يعيش فيه، فتكون المعلومة أبسط وأسهل وتكون متعة التعليم الضرورية.

وتابع المعلم عمر، أن ما دفعهم كمعلمين لهذا الأسلوب التعليمى الجديد، هو تغيير الروتين اليومي للدراسة، وألا يكون مقتصرا على  أجواء الفصل، وملل الطلاب من التعليم في ظل هذه الظروف، فقررنا عقد برنامج مكان ومعلومة وعمل رحلات ترفيهيه تعليمية علمية في ظل الظروف المتاحة لنا".

وأوضح، أنه تقبل التلاميذ بشكل رحب جدا الفكرة، وفرحتهم لا يمكن تخيلها فخروج طفل لمكان مفتوح يعد أكبر إنجاز فى حياته  فى ظل الظروف التى يعيشها، لافتا إلى أن الخروج للدرس التعليمى على الطبيعة استهدفنا أن يكون تحديدا منطقة "السبخة"، التى تقع على طريق ساحل البحر، وتبعد عن المدرسة حوالى 3 كيلو مترات، وكانت الأجواء أمنة للتحرك والتنقل بالتلاميذ، وأن منطقة سبخة الشيخ زويد، تقع فى ممر حورس الحربى التاريخىن وهو ممر كل الجيوش والمعارك الحربية في التاريخ القديم منذ عصر القدماء المصريين وحتى الفتح الإسلامي، ومعارك حطين وعين جالوت، والسبخة هي مكان منخفض عن مستوى المياه الجوفية وشديدة الملوحة وتكون بيئة مناسبة لبعض الطيور المهاجرة ويستخرج منها ملح الطعام، وبالتالى هى حتى وإن كانت غير مكتشفة مستغلة بشكل جيد للأن، إلا أنها موقع ومناخ تعليمي مناسب لتلاميذ المدارس، يمكن فيها تطبيق عملي لشرح مناهج التاريخ والجغرافيا والعلوم بأنواعها.

بينما أشارت المعلمة، "إيمان شمس عزت الرفاعى"، إلى أن مجرد التفكير في التحضيرات اللازمة للذهاب وفكرة قضاء اليوم خارج أسوار المدرسة كان يبث السرور والبهجة في أنفسنا، "يخطئ من يظن أن الهدف من الرحلات المدرسية هو التسلية فحسب"، لافتة إلى أن المدرسة قبل كل شىء مؤسسة تربوية تبني شخصية التلميذ على المستويات العلمية والثقافية والنفسية والمعرفية، وأبناؤنا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الرحلات العلمية والتعليمية والترفيهية لشحن الطاقة وشحذ الهمم، شريطة أن يكون الهدف منها هو التعرف على البيئة، والمحافظة عليها، وتعلم سير الأبطال من الأجداد، وروح الصبر والتعاون بين الأفراد.

وأكدت إيمان، أنها كمعلمة استفادت كما الطالب، وهى توجه تلاميذها لنواحي تخص مادة العلوم، وتشرح لهم من الطبيعة البكر ما يصعب فهمه إذا كان من الأوراق وداخل فصل، قائلة: "رسالتنا من الشيخ زويد لكل المعلمين فى كل مصر، مهما كانت الظروف المحيطة  تبدو صعبة نحاول تحسينها، وخلق جو ممتع ورفاهية للطالب حسب الإمكانات المتاحة حولك، وعليك أن تشارك الطالب فى العملية التعليمية، وتنمية المواطنة وارتباطه بالمكان الذي يعيش فيه".

وبدورها أشارت الطالبة حنين علي مضعان، أنها قضت يوما دراسيا مختلفا فى أجواء رحلة حتى، وإن كانت داخل مدينتها "الشيخ زويد"، لكنها اكتشفت مكانا جديدا وطبيعة كما هى، وعرفت أنه منها كانت تمر الجيوش وعلى أرضها تتوفر ثروات لا حدود لها من الملح والرمل وطيور مهاجرة تعرفت على أنواعها.

بينما أعربت "وسام نور بالصف الثالث الابتدائي"، و"ولاء أحمد ورحاب عهدى ولؤى نعيم وسلمى مسعد بالمرحلة الاعدادية"، عن سعادتهم، متمنين أن يحقق لهم وزير التعليم حلمهم برحلة مدرسية لزيارة متحف الحضارة الجديد، الذى شاهدوا على الشاشات ملحمة نقل ملوك مصر إليه وانبهار العالم به وأملهم أن يشاهدوا هذا على أرض الواقع، بعد أن عاشوا على دروبهم كيف مرت جيوشهم وانتصرت.

فيما أوضحت "باتعة على أحمد طايل"، مدير مدرسة الشيخ زويد للغات، أن المدرسة هى  رسمية لغات حكومية، افتتحت عام 2010 تقع فى حى الكوثر بالشيخ زويد مكونة من 3 طوابق، وملحق بها مدارس أخرى عدد طلابها 219 طالبا وطالبة.

وأضافت باتعة، أن المناخ التعليمى فى المدرسة يتيح للطلاب ومعلميهم ابتكار كل جديد فى سبيل تسهيل الشرح للطلبة، وكان بينها فكرة الرحلة التعليمية الترفيهية التى فوجئنا أنها لاقت قبول أولياء الأمور والطلبة وفرحة المجتمع بها.

التلاميذ يشاهدون معالم المنطقة
التلاميذ يشاهدون معالم المنطقة

 

الطلاب أثناء اليوم الدراسى
الطلاب أثناء اليوم الدراسى

 

الطلبة سعداء خلال صورة تذكارية
الطلبة سعداء خلال صورة تذكارية

 

المعلم مع تلاميذه
المعلم مع تلاميذه

 

المعلمة مع تلاميذها
المعلمة مع تلاميذها

 

لقطة تذكارية للطلاب
لقطة تذكارية للطلاب

 

منطقة السبخة بالشيخ زويد مكان سياحى ويحمل اثار مرور الاجداد
منطقة السبخة بالشيخ زويد مكان سياحى ويحمل اثار مرور الاجداد

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة