قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن حركة حياة تحرير الشام المتشددة فى سوريا تقوم بإصلاح صورتها فى محاولة للتشبث بالسلطة، وتعيد تقديم نفسها كوجه معتدل للمسلحين الإسلاميين فى محافظة إدلب التى تظل معقل المعارضة للرئيس السورى بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أبو محمد الجولانى، قائد الحركة تم تصويره هذا الشهر وهو يرتدى بدلة عمل على الطراز الغربى.
ويعد تحول ملابسه جزء من إعادة توصيف متعمدة من قبل الجماعة، التى صنفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، كأقوى المتطرفين فى سوريا منذ أن حاول تنظيم داعش تأمين مستقبل سياسى لنفسه.
وكان الجولانى بالنسبة لكثيرين وجه جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ومنذ أن ظهر فى جماعة حياة تحرير الشام ولم يعد على صلة بالقاعدة. وتريد حركة حياة تحرير الشام إقناع المجتمع الدولى أن إدلب ليست مثلما وصفها مسئول أمريكى من قبل بأنها أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ 11 سبتمبر.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى أوروبى فى بيروت قوله إنهم يعرفون أن تلك هى فرصتهم الوحيدة للبقاء، أن يصبحوا أكثر اعتدالا وأكثر استساغة للمجتمع الدولى.
ويقول نافار شعبان، المحلل فى مركز عمران للدراسات الاستراتيجية فى اسطنبول إن إعادة توصيف الجماعة هو عرض دعائى لإظهار أنهم أكثر استعدادا للتفاوض الدولى مع الجميع.
وكانت مجموعة الأزمات الدولية قد حثت واشنطن هذا الشهر على البحث عن طرق للجماعة لكى تثبت نفسها كشريك مشروع، وأشارت إلى أن هذا التصنيف يقوض إطلاق النار بين روسيا التى تدعم الأسد وتركيا التى تدعم المعارضة، والذى جاء فى أعقاب تقدم النطام فى إدلب العام الماضى.
وكانت حياة تحرير الشام قد سيطرت على إدلب قبل عامين بعدما سحقت حرفيا كل المنافسة، وفقا لدارين خليفة، المحللة البارزة فى مجموعة الأزمات، ومنذ هذا الحين، أصبحت الجماعة التى يعتقد أنها تتكون من أكثر من 10 آلاف مقاتل هى القوة المتشددة المهيمنة فى سوريا، وتسيطر فعليا على أراضى أكثر من داعش، بحسب ما قال أيمن جواد التميميى، الباحث فى برنامج جورج واشنطن حول التطرف.
