أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

"قادرون بلا اختلاف".. وتفاعلات "الجمهورية الجديدة"

الإثنين، 06 ديسمبر 2021 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم تكن المشاهد الإنسانية، التي طغت على احتفالية "قادرون بلا اختلاف"، جديدة على النهج الذى طالما تبنته "الجمهورية الجديدة"، منذ أن أرست قواعدها، فقد قامت منذ اللحظة الأولى، على أساس إنساني، تجلى في مشاهد عدة، أبرزها الاهتمام ببناء الإنسان، والارتقاء بحياته عبر تحقيق الاتصال المباشر بين المواطن، وأهداف التنمية، ليتحول النمو الاقتصادي من "لغة الأرقام" لينعكس مباشرة على المجتمع، من خلال تطوير المناطق التي يعيش فيها المواطنون، وهو الأمر الذى لم يقتصر على منطقة بعينها، وإنما امتد إلى كافة المحافظات، وفي القلب منها صعيد مصر، والذي عانى التهميش لعقود طويلة من الزمن، في إطار مبادرة " حياة كريمة"، بالاضافة إلى تدشين العديد من المشروعات التنموية التى تهدف خلق بيئة جاذبة للاستثمار لتوفير الوظائف، وتحقيق التنمية الشاملة، مما يعود بالنفع على حياة المواطن مباشرة.
 
إلا أن الاحتفالية الاستثنائية، تمثل نموذجا جديدا لتكامل الرؤية المصرية، تعكس حالة من الانسجام بين الداخل والخارج، اعتمد على إحياء مراكز القوة "الناعمة"، التي أهملتها الأنظمة المتعاقبة، ربما لأنها لم تستكشف مقدار تأثيرها، والكيفية التي يمكن بها استلهامها لتحسين الوضع المصري، سواء في الداخل، أو على المستوى الدولي، عبر تحقيق الترابط الشعبي، سواء بين كافة فئات المجتمع في الداخل،  أو خلق بعدا شعبويا، في العلاقات الدولية، بين المجتمع المصري، وغيره من شعوب الدول الحليفة.
 
فعلى المستوى الدولى، ربما نجد أن ثمة اهتماما بالغا بالجانب الشعبي، بحيث لا تقوم تحالفات "الجمهورية الجديدة" على البعد الرسمي التقليدى، وانما امتدت إلى خلق علاقة بين الشعوب،  وهو ما يتجلى بوضوح في مبادرة "العودة للجذور"، التي أرساها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تزامنا مع تدشين التحالف مع اليونان وقبرص، وهي المبادرة التي تقوم على الاحتفاء الشعبي بالجاليات اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر، مما يخلق حالة من الحنين لديهم إلى مناطق قضوا فيها، أو ذويهم سنوات، احتضنتهم فيها تلك الأرض الطيبة التي لم تفرق يوما على أساس الجنس أو الدين أو العرق.
 
فلو نظرنا إلى العديد من التفاصيل، في الاحتفالية التى لم يقتصر الاهتمام بها على كبار المسؤولين، وإنما امتد إلى رأس الدولة المصرية نفسه، نجد أن ثمة رسالة ملهمة متعددة الأبعاد، تهدف في جوهرها، ليس فقط "رد الاعتبار"، لفئة عانت تهميشا طويل الأمد، ولكن أيضا إلقاء الضوء على دور هام لأصحاب الهمم، ليكونوا بمثابة نموذجا ملهما، لملايين المواطنين ممن ولدوا في ظروف أفضل، في تحقيق ذواتهم، ورفع اسم بلادهم عاليا، دون استسلام لواقع، ربما كانت قسوته تفوق تلك الظروف التي تخور أمامها إرادة ملايين الشباب، ممن يجدون في اليأس ملاذا آمنا يغطون به ضعف إرادتهم، ونقص الرغبة في التحدى والمواجهة.
 
بينما تبقى تغيير النظرة المجتمعية، سواء المشفقة أو المتنمرة، لتلك الفئة من المجتمع، لتتحول إلى نظرة داعمة، تمثل بعدا آخر للرسالة التى قدمتها الاحتفالية، خاصة وأنهم في حقيقة الأمر ربما نجحوا فيما فشل فيه ملايين الأصحاء، لينالوا احترام المجتمع بأسره، ويصبحوا نموذجا ملهما له، فتصبح العلاقة بين كافة الفئات "صحية"، تعتمد في الأساس على التكامل والانسجام، بعيدا عن حالة التنافر والسخرية التى سادت المجتمع لعقود طويلة، ربما ساهمت إلى حد كبير في عدم الاستفادة من قدرات العديد من العناصر المؤثرة، في ظل غياب الترابط بين اهداف الدولة التنموية من جانب، وحياة المواطنين من جانب آخر.
 
وهنا يمكننا القول بأن "الجمهورية الجديدة" نجحت في اعتماد منهجا يقوم على العديد من التفاعلات، في إطار يبدو "كيميائيا"، ربطت فيه العديد من العناصر ببعضها في بوتقة واحدة، كالتنمية بحياة المواطن تارة، وكذلك الفئات المجتمعية ببعضها تارة اخرى، ناهيك عن البعد الشعبوى في العلاقات الدولية تارة ثالثة، لينتج عن هذه التفاعلات علاقات صحية سواء بين المواطن والدولة أو بين المواطنين وبعضهم، بالإضافة إلى علاقات دولية تتجاوز السياسة التقليدية القائمة على علاقة الأنظمة الحاكمة ببعضها ليصبح الارتباط بين الشعوب أكبر ضامن لبقائها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة