أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: هانى رسلان.. رحيل قيمة إنسانية وعلمية

الأحد، 05 ديسمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن مجرد باحث ومثقف وخبير فى مجاله، لكنه أيضًا كان ملتزمًا بقواعد الاحترام والفروسية فى مناقشاته، حريصًا على توثيق حديثه، أبحاثه ودراساته ومقالاته ومداخلاته ومناقشاته على شاشات الفضائيات أو صفحات مواقع التواصل، مثالًا على المعرفة بملف شديد التعقيد هو ملف أفريقيا ومصر وحوض النيل. 
 
هو الصديق الباحث والمثقف الكبير الدكتور هانى رسلان، الذى رحل فجأة تاركًا مساحات من الحزن وشعورًا شديدًا بالفقد لدى كل زملائه وأصدقائه ومعارفه، وهم كثيرون، عرفت الصديق هانى رسلان منذ سنوات، وارتبطنا بصداقة والتقينا فى ندوات ومؤتمرات وقاعات بحث، وكثيرًا ما كنت أرجع إليه طلبًا لمعلومات أو رأى فى قضية تتعلق بأفريقيا وحوض النيل طوال سنوات ظل فيها دائمًا الخبير والباحث والصديق الرائع.
 
رافقت الصديق هانى رسلان، فى نوفمبر 2017، حيث دعانى للمشاركة فى منتدى دندرة التنموى الذى يعقد فى قرية دندرة بقنا، وهو نتاج عمل أهلى جاد، اقتصادى وثقافى يقوم على الحوار وتبادل الأفكار وتنمية الفرد والعمل الجماعى، ويعقد برعاية الأمير هاشم الدندراوى، رئيس مجلس إدارة مركز دندرة، ذهبت بدعوة من الدكتور هانى رسلان، منسق المنتدى مع عدد من المثقفين والصحفيين، وسبقنا ولحقنا إلى المنتدى زملاء وأصدقاء من الكتاب والصحفيين والمثقفين، كان اسم هانى كافيًا لجذب المشاركين، الذين يذهبون سنويًا لمعرفتهم بجدية العمل وتوجه المنتدى الجاد فى عمل أهلى ينقل الأفكار والتجارب التنموية الحديثة إلى قنا، والتقينا بعدها مرات ظل دائمًا بابتسامته وعمق معارفه، ظل طوال المنتدى حريصًا على متابعة العمل والاهتمام بضيوف المنتدى، مع شباب وكوادر مهمة حيث كان العمل هناك يتم من خلال شباب مدرب ومثقف وباحثين جادين، قدموا تجربة فى العمل الأهلى تدعم بناء البشر، ويعطى الشباب أملًا فى القدرة على المنافسة بناءً على الخبرة والتدريب.
 
هانى رسلان بجانب كونه باحثًا وخبيرًا يحرص دائمًا على تحديث مصادره، يمتلك قدرة كبيرة على تكثيف أفكاره وشرح أكثر القضايا تعقيدًا، وأيضًا يمتلك طبيعة شفافة وروحًا صوفية متجردة بما يمتلكه من روح متسامحة ودودة، منفتحة وقدرة هائلة على تحمل الخلاف والنقاش، يشرح أفكاره بعمق وبساطة، متمسكًا بقواعد النقاش ومن دون أن يفقد صبره مهما كان تجاوز من يختلف معه، وبعضهم لم يكن يمتلك ما لدى هانى من اطلاع ومعرفة، فقد ظل دائمًا خبيرًا بمجاله، فى قضية شديدة الاتساع متعددة العناصر، هى قضية أفريقيا وحوض النيل. 
 
هانى رسلان هو رئيس ومؤسس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومن الباحثين والكتاب المتميزين فى الشأن السياسى الأفريقى، ومرجع لكثيرين فى هذا المجال، من دون تعال أو ادعاء، حرص طوال مسيرته على الوضوح والتوثيق، والتحليل البارع، خاصة أن عمله تجاوز البحث النظرى إلى الشرح والتحليل فى وسائل التواصل والفضائيات، وهى مجالات تتطلب مواصفات خاصة توفرت فى الصديق هانى رسلان بشكل كبير، لكونه يمتلك رؤية ومعرفة تمكنه من قراءة المشهد بدقة وبساطة عميقة، تساعد فى تفهم أكثر القضايا تشابكًا وتعقيدًا، ويظهر هذا خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بتطورات الأحداث فى حوض النيل وسد إثيوبيا، حيث واجه على مدى شهور الكثير من الأفكار والتحليلات المغلوطة، منطلقًا من روح الباحث، وموقف يقوم على العقل والمنطق، بعيدًا عن أى ادعاء أو مراوغة.
 
لكل هذا فإن رحيل هانى رسلان صادم لزملائه وأصدقائه، وخسارة علمية وإنسانية.
 
اليوم السابع
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة