أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: أمراض نفسية وأخبار ضارة فى محركات البحث!

السبت، 18 ديسمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واضح أن تأثيرات فيروس «كوفيد - 19» تتجاوز كثيرا أى توقع، وتفرض نفسها للعام الثانى، ليس فقط على حياة البشر الطبيعية، لكنها تمتد إلى الحياة الافتراضية، وهو أمر لا يتوقف على كورونا فقط، لكنه يتعلق بقضية فرضت نفسها على متابعى مواقع التواصل ومرتادى شبكة الإنترنت، وهو أن الأخبار المثيرة للقلق والخوف والمتعلقة بالمشكلات والمخاوف تفرض نفسها بشكل أكبر على مستخدمى عالم الإنترنت، لكن الجديد هو أن ما يتلقاه المستخدمون فى العالم الافتراضى ينعكس على حياتهم الطبيعية بشكل أكثر مما يتصورون. 
 
وتشغل تقارير محركات البحث حول الكلمات والموضوعات الأكثر بحثا جزءا من حصاد العالم الافتراضى، وطوال عامين يفرض فيروس كورونا وجوده، وتمتد تأثيراته من العالم الطبيعى إلى الافتراضى، وتفرض مصطلحا جديدا هو «الإفراط فى متابعة الأخبار السيئة»، محرك بحث جوجل يقول «إن هذه الظاهرة تفرض نفسها هذا العام»، لكن الواقع أن المصطلح مستعمل قبل سنوات ويصف «عملية المتابعة المستمرة لشاشة الهاتف المحمول لمطالعة ما يستجد من أخبار سيئة»، بل إنه يرتبط بعصر الأخبار الكثيفة والفضائيات، ويتضاعف فى عالم المعلومات وأدوات التواصل، ويعكس روح العصر.
 
ويشير «جوجل» إلى أن عمليات البحث عن هذا المصطلح «بلغت ذروتها أكثر من أى وقت مضى» عالميًا، فى شهر يناير 2021، وهو الوقت الذى كان ينطوى على إحساس بحالة من الغموض والضيق، خاصة مع إغلاق الحدود، وإيقاف السفر واستمرار تدابير الإغلاق، حيث لجأ الأشخاص إلى شبكة الإنترنت لمعرفة آخر الأنباء المتعلقة بـ«كوفيد - 19»، وبحث كثيرون منهم عن المصطلح الذى يصف بالضبط ما كانوا يفعلونه «الإفراط فى متابعة الأخبار السيئة».
 
لكن الواقع أن العودة إلى نهاية العام الماضى، تحيلنا إلى نفس النقاش، حيث تشير الأبحاث إلى تأثير هذا النوع من الأخبار على صحة وحياة البشر، وهناك دراسات منذ عقود تحذر من تأثير الإفراط فى متابعة الأخبار السلبية على الصحة العقلية والنفسية، وكلما زاد عدد الأخبار التى يستهلكها الشخص ارتفعت احتمالية تعرضه للاكتئاب والتوتر والقلق. 
 
وتقول روكسان كوهين سيلفر، عالمة النفس بجامعة كاليفورنيا «تلقينا هذا العام الكثير من الأخبار عن كوفيد - 19، والانهيار الاقتصادى والأعاصير والعواصف، وغيرها وقبل التعافى من أزمة تأتى التالية، وفى نوفمبر 2020 الماضى نقلت البيان عن جراهام ديفى، الأستاذ الفخرى فى علم النفس بجامعة ساسكس فى المملكة المتحدة: «أن الأشخاص فى 2020 يشعرون بإرهاق كبير لأنهم لا يتحملون «عدم اليقين» المرتبط بأحداث هذا العام، لا يدركون إلى متى ستستمر الأوضاع السلبية وكيف ستكون نهايتها، وهذا أمر يؤرقهم».
 
لكن الأمر اللافت للنظر أننا نقف حائرين أمام استمرار البشر فى البحث عن الأخبار السيئة رغم أنها تضاعف من شعورهم بالقلق، ويشير علماء النفس إلى أن «عدم اليقين»، يجعل الأشخاص يشعرون وكأنهم فى حلقة مفرغة، يجدون الاستماع إلى الأخبار السلبية أمرًا مرهقًا ومثيرًا للقلق لكن لا يمكنهم التوقف عن فعل ذلك لأنهم بحاجة إلى معرفة ما يحدث على الأرض.
 
ولهذا فإن تقارير «جوجل» تشير أيضًا إلى أن 2021 شهد اهتمامًا متزايدًا بمفهوم «الصحة النفسية»، وبلغت عمليات البحث أعلى مستوياتها على الإطلاق، «بعد عام من العزلة، ومعاناة الكثيرين من الشعور بالوحدة والحزن على فقدان أحباء»، حيث يبحث كثيرون عن طرق التعافى، والحفاظ على الصحة النفسية، ورغم أن بعض الأطباء يقدمون نصائح لكيفية تلافى ضغط الأخبار السيئة، فإنهم يعجزون عن ضمان تطبيقها، حيث يفرض العصر أخباره وأمراضه على نفوس البشر.
 
p








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة