الرواية والسينما من المستفيد؟ مؤلفون يجيبون

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2021 07:00 م
الرواية والسينما من المستفيد؟ مؤلفون يجيبون جانب من الجلسة
رسالة الشارقة أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور حسن النعمى، أستاذ الأدب بجامعة الملك عبد العزيز، إن من الضرورى العودة إلى أصل العلاقة بين الرواية والسينما، فالرواية هى فن التجريد لأنها مجردة من الصورة الحية التى يتخيلها القارئ، أما السينما، فهى صورة مجسدة تنتقل إلى المشاهد مباشرة، لتبدأ بعد ذلك عملية التأويل".

جانب من الجلسة
جانب من الجلسة

 

 وأضاف حسن النعمى، عاشت الأفلام على الروايات ونقلتها إلى الشاشة، كما أن الروائيين أدركوا جمال تقنيات السينما واستثمروها بطريقة ما فى النص الروائى، خصوصاً الـ"فلاش باك"، وبالتالى أصبحنا نجد روائيين يكتبون أعمالاً جاهزة للسينما، وهنا تكمن طبيعة العلاقة التبادلية بينهما، وكلاهما استفاد من الآخر".

جاء ذلك خلال جلسة استضافتها الدورة الـ 40 من معرض الشارقة الدولى للكتاب نحدث فيها كل من الأكاديمى الدكتور حسن النعمى، والروائى غابى مارتينيز فى جلسة حوارية بعنوان "نكتب للشاشة"، أدارتها الكاتبة لمياء توفيق، تحدثا خلالها عن أسباب تحول الروائى إلى الكتابة للشاشة، وما إذا كانت تحقق كاتبة السيناريو أهدافه الشخصية فى الانتشار والربح المادى، وهل تحرم الكتابة للشاشة المؤلفين من نشر كتب أدبية خالصة تستهدف القارئ ولا تستهدف المشاهد.

وتابع حسن النعمى، ثمة جزئية أخرى فى هذا السياق، وهى أن الروائى قد يطمح للظهور فى السينما لأسباب عديدة، مثل الشهرة، المال، والوصول إلى المتلقى بسرعة أكبر، ولكن النص الروائى بكل تأكيد سيواجه تعديلات كثيرة ليتناسب مع العمل السينمائى، وبعض الكتاب يتركون للمنتجين حرية التصرف فى نصوصهم، فى حين يرفض آخرون رفضاً قاطعاً المساس بها، ولا شك فى أن من الممكن أن تكون العلاقة حرة بين السيناريو والرواية، بحيث تكون الأخيرة مرجعاً للنص السينمائى عند الضرورة، حيث لا يمكن نقل النص الروائى حرفياً إلى العمل السينمائى أو التلفزيونى، ولا بد من التدخل فيه بما يخدم العمل".

 

ورأى جابى مارتينيز، أن المنتجين عندما اتجهوا للاستثمار فى السينما والتلفزيون، كانوا يعون تماماً حجم المخاطر التى تحيق بهذه المهنة، وأنهم مطالبون فى مرحلة ما باستعادة الأموال التى صرفوها، وعليه خصصوا كل إمكانياتهم للاستثمار الناجح فى هذه الصناعة، وأدركوا أن شرح قصة ما بطريقة مناسبة من شأنه الترويج للأفكار الواردة فيها بالطريقة المثلى، ومن هنا تكمن حساسية العلاقة بين النص الروائى والعمل السينمائى، وقد عانى الكثير من الكتاب فى بدايات تشكل ملامح هذه العلاقة، إلا أنها فى أصبحت فكرة رائجة فيما بعد.

 

وأشار جابى، إلى أن الروائى سيبقى روائياً فى نهاية المطاف، ونحن ننطلق من الواقع قبل أن نفعل أى شيء، فأنا على سبيل المثال لم أكن أتخيل أننى سأكتب السيناريو يوماً، ولكن الصدفة قادتنى إلى التعاون فى هذا المجال، وعندها أدركت أن هناك بعض التباينات فى آليات العمل على الطرفين، فالسيناريو عمل جماعى غالباً، ويتطلب ذهنية مختلفة وملامح محددة، أما فى حالة الرواية، فإن العالم بأكمله يدور فى رؤوسنا، وعندما نبنى العمل السينمائى على النص الروائى، فإن علينا أن نضع فى الاعتبار العديد من العناصر، مثل الموسيقى والمؤثرات وغيرها.

 

ولفت إلى أن الروائى الذى يتجه إلى الكتابة للشاشة، عليه أن يقبل بشروط اللعبة الجديدة، أى ألا يعترض على التعديلات التى ستطرأ على عمله الروائى لكى يتناسب مع العمل السينمائى، لأن هذا التغيير أمر حتمى، ولكن فى المحصلة الكاتب مسئول عما كتبه فى النص الروائى، ولا علاقة له بما يعرض على الشاشة، ولكن مهما كانت هناك اختلافات بين النص الروائى والعمل السينمائى، فإنهما يكملان بعضهما البعض.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة