هآ مين هناك؟.. "عسكرى الدرك" رمز الأمن والأمان فى شوارع مصر

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021 11:00 ص
هآ مين هناك؟.. "عسكرى الدرك" رمز الأمن والأمان فى شوارع مصر عسكري الدرك قديمًا- أرشيفية
كتب: سليم على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واثق الخطوة يمشى ملكا بشوارع وأحياء مصر مرتديا ملابسه البيضاء والسوداء التى تتبدل بين الفصول، وحول رقبته صفارة سوداء يستخدمها حينما يستشعر الخطر قائلا جملته الشهير: "هآ مين هناك"، التى سجلتها غالبية الأعمال السينمائية، التى صنعت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، يجوب الشوارع والطرقات مساءً، ويحمى ممتلكات المواطنين، أو تنبيهم بصفارته حال حدوث حريق، حتى أصبح رمز الأمن والأمان للمواطنين.
 
ظهر عسكرى الدرك بداية القرن الـ19، حيث كان يطلق على رجال الشرطة وقتها ظل متواجدًا في مصر لفترة طويلة منذ عهد الخلافة العثمانية، وحتى قيام ثورة يوليو 1952، لكنه اختفى عن الساحة وتم استبداله بأمناء الشرطة ولكن ظلت ذكراه متعلقة في أذهان المواطنين بعد تجسيد شخصية في غالبية الأعمال السينمائية.
 
وصفارة "عسكري الدرك" التي كان يحملها حول رقبته كانت الزامية وفقا لقانون البوليس عام 1906م، أي منذ 111 سنة، وكان عليه أن يقوم باستخدام الصفارة والتبيه بها بمرات محددة؛ حيث كان لكل موقف عدد من التنبيهات التي يطلقها الخفير في صفارته، فتكون لغة يفهمها عسكري الدورية الذي كان مكلفًا بأن يتجول في الشوارع بالقرب من خفير الشرطة حيث لكل موقف معين عدد من التنبيهات.
 
والقانون جعل الصفارات  أن تكون من ضمن عهدة الخفير، حيث قالت المادة رقم 30 إن العهدة مسئولة لدى الشيخ (شيخ الخفر) وهو مسئول كذلك لدى المأمور عن انتظام الخفر بطابور التفتيش، وعن وجود" طاسات نمرهم وكبابيدهم وصفاراتهم بغاية النظافة وبحالة جيدة، وعلى شيخ الخفر أن يبلغ في الحال عن كل خلل أو نقص في تلك الأصناف للمأمور".
 
قوة "الدرك" سميت بهذا الاسم نظراً لكون المهمة الرئيسية لأفرادها هى ملاحقة المجرمين واللصوص، والعمل على استتباب الأمن والاستقرار، فكلمة "الدرك" تعنى لغوياً استدراك الشئ أو ملاحقته، ولم تعطى القوانين المنظمة لعمل "عسكرى الدرك" الحق له فى الترقية، واقتصر دوره فقط على ما أسند إليه من مهام، وكان يؤدى وظيفته المحددة طوال حياته، وحتى انتهاء خدمته، على عكس الهيئات العسكرية الأخرى العاملة فى ذلك الوقت.
 
لم تقتصر مهام "عسكرى الدرك" وفق ما نظمه قانون البوليس آنذاك على حفظ الأمن، ولكن كانت له أدوار إنسانية أخرى، فأوكل إليه مساعدة المستغيثين من المواطنين فى كل منزل وبيت، ومساعدة العجائز وغير القادرين على الحركة لأى سبب ما سواء جرح أو إصابة أو مرض، والتأكد من إغلاق أبواب وشبابيك المنازل وتوجيه انتباه المواطنين لتلك الغير مقفلة جيداً، والتحقق من أبواب الدكاكين الكائنة بدائرة "دركه"، وتأمين البيوت الغائب سكانه
 
شكل "عسكرى الدرك" حلقة فى سلسلة أمنية مُحكمة، فكان إذا ظهر أى خلل خلال تأديته مهام عمله، كاستغاثة أو أى أمر يستدعى اتخاذ إجراءات سريعة، فيستخدم صفارته التى لم تكن تفارقه طوال مدة خدمته، ليطلب حضور العهدة وعسكرى البوليس الأقرب إليه، لإبلاغه بما يحدث فى مكان "دركه"، ما يمس الأمن العام، لكى يتخذ ما يلزم من الإجراءات.
 
بين غروب الشمس وشروقها كانت خدمة "عسكرى الدرك"، ومع شروق شمس ثورة يوليو 1952، كانت نهاية خدمته الأبدية التى امتدت عبر القرن التاسع عشر ميلادياً، وانتهت بقرار مجلس قيادة الثورة حينها بإلغائه، لتطوى تلك الصفحة، وتبقى ذكرى "عسكرى الدرك" خالدة على صفحات السينما التى سطرته فى عدة مشاهد متفرقة، بقت خالدة فى أذهان المشاهدين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة