أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: مؤتمر باريس ورؤية مصر لدعم استقرار ليبيا وإنهاء التدخلات..أصبح لدى الدول الكبرى قناعة برؤية القاهرة بأن الوصول للاستقرار يرتكز على إبعاد التدخلات الخارجية وإخراج المرتزقة ودعم المسار السياسى

السبت، 13 نوفمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا خطوة مهمة فى دعم استقرار ليبيا، وفى حال نجاح عقد الانتخابات الشهر المقبل، تكون ليبيا قطعت مسافة كبيرة نحو الاستقرار بما ينعكس على المنطقة والمتوسط وأوروبا، وتظل النقطة المركزية فى الوصول إلى الاستقرار هى إبعاد التدخلات الخارجية، وإخراج المرتزقة، وهى قضية متصلة لأن المرتزقة والميليشيات هم انعكاس للقوى الخارجية التى تدخلت فى ليبيا على مدى سنوات منذ تدخل حلف الناتو لإسقاط النظام وغادروا تاركين ليبيا نهبا للتدخلات والميليشيات والمرتزقة.
 
على مدى السنوات الماضية كانت رؤية الدولة المصرية أن مفتاح حل القضية فى ليبيا هو إنهاء التدخلات الخارجية ودعم المسار السياسى وأن يكون الأمر فى أيدى الليبيين وحدهم، ودعم الدولة الوطنية والمسارات السياسية وهذه الرؤية فى بدايتها لم تجد انعكاسا لدى بعض الدول ومن بينها دول أوروبية ودول كبرى لم تلتفت لهذا الأمر، واليوم هناك قناعة بأن خروج الميليشيات، وإنهاء التدخلات، والمسار السياسى هى الطرق للحل، وفى حال انعقاد الانتخابات الليبية فى ديسمبر المقبل، تكون ليبيا قطعت شوطا مهما نحو تحقيق الاستقرار، بعد سنوات من الصراع، والذى كان انعكاسا للتدخلات ومطامع قوى إقليمية ودولية.
 
مصر سعت إلى جمع الأطراف فى ليبيا بما لديها من علاقات مع كل الأطراف وفتح ممرات حوار ومسارات سياسية، مع القبائل والأطراف المختلفة والبرلمان، وهو ما منحها ثقة أثمرت مسارا سياسيا، وكانت الدولة المصرية تتحرك من منطلق أن الاستقرار فى ليبيا ينعكس على الاستقرار فى الإقليم والمتوسط، وكان للخطوط الحمراء أثر كبير على ردع كل التدخلات الخارجية، وبعض القوى راهنت وخسرت الرهان ولعبت الخطوط الحمراء دورا مهما فى دعم المسار السياسى. 
 
واليوم فإن انعقاد مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا، يدعم المسارات السياسية بما ينعكس على الاقتصاد والاستثمار والإصلاحات الاقتصادية، خاصة أن بناء مؤسسات تشريعية وسياسية، يتيح تشكيل حكومات مسؤولة يمكنها إنجاز الملفات الاقتصادية والمالية، خاصة أن ليبيا دولة بترولية ويحق للشعب الليبى أن يدير ثرواته وأن يمتلك القدرة على فرض الأمن فى كل ربوع البلاد. 
 
مؤتمر باريس ينعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات، برئاسة مشتركة مع إيطاليا وألمانيا ومشاركة الولايات المتحدة، ودول الجوار الليبى، خاصة مصر ولهذا تطرقت المباحثات التى عقدها الرئيس السيسى، مع الرئيس الفرنسى ماكرون، أو مع الرؤساء ورؤساء الحكومات إلى سبل تنسيق الجهود مع مصر بشأن تسوية الأزمة فى ليبيا، فى ضوء انعقاد المؤتمر الدولى، كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، والتى قدمت جهودا مهمة لدعم المسار السياسى الليبى، من خلال العديد من الفعاليات التى استضافتها مع كل أطياف الرموز الليبية، ولجنة 5+5 أو الفرقاء الليبيين فضلا عن فعاليات مختلفة قربت وجهات النظر، ولا تزال تدفع نحو الحل السياسى والحوار. 
 
هناك توافق بين القاهرة وباريس حول الاستمرار فى تضافر الجهود لتسوية الأوضاع فى ليبيا على نحو شامل ومتكامل، يتناول كل جوانب الأزمة الليبية، وصولا إلى انعقاد الانتخابات المرتقبة فى ديسمبر 2021، مع اتفاق على إخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية، بما يساعد على استعادة الأمن والاستقرار فى البلاد، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية بعيدا عن أى تدخلات خارجية. 
 
المؤتمر الدولى يشير الى إرادة أوروبية ودولية للحل، وحرص على إزالة الخلافات، والدفع نحو عقد الانتخابات، مع إدراك لوجود أطراف تعرقل المسارات، لأنها انعكاس لمصالح خارجية، بينما أغلبية الشعب والأطراف الليبية تنطلق من اعتراف بأهمية الاستقرار فى ليبيا.
 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة