أكرم القصاص - علا الشافعي

د. داليا عبد الغنى تكتب: وُعود بلا عُقود

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 04:09 م
د. داليا عبد الغنى تكتب: وُعود بلا عُقود داليا عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جميلة تلك العبارة التي تقول: "إن لم تكن قادرًا على الوفاء، فلا تنطق بكلمة وعد"، حقًا كم من وُعود كاذبة تسببت في موت قُلوب صادقة، فمن الأنانية أن تعد شخًصا ولا تفي، لأن الوعود هي التوثيق الحقيقي للآمال والأحلام، ومن يَعِدُكَ بشيء يُشْعرك أن آمالك على وشك أن تتحقق على يديه، ومن هنا تبدأ في وضع أحلامك موضع التنفيذ، لذا تحدث الصدمة عندما تسقط الوعود على الأرض، لأنها تسقط معها الآمال العظيمة، والأحلام الكبيرة، وتكون بداية تلاشي الثقة داخل القلوب، لأن القلب الحزين لا يُمكن أن يُصدق أي شخص بعد تعرضه للصدمات.

يا ليتنا نُدرك معنى كلمة "وعد"، فتلك الكلمة لها مدلول إنساني خطير، فهي العهد الموثق بكلمة تخرج من لسان حر، ولا يشهد عليها سوى المولى عز وجل، ولذا لا يُعاقب على مُخالفتها سواه وحده جلَّ شأنه وعلا.

فالإنسان مهما علا شأنه يتأثر بشدة بوُعود الآخرين، وتتبلور مبادئه وفقًا لمدى التزام الآخر بوعده، فمن يعد يستطيع أن يجعل من أمامه لديه ثقة وإيمان بالغير ويستطيع كذلك أن يُفقده هذا الشعور تمامًا. ولذا إذا قابلنا أشخاصًا لديهم حالة تشكيك دائم في الغير، سنجد أن أغلبهم تعرض لأزمة خيانة الوُعود والعُهود، وعليه بدأ لا يعبأ بكلمات الآخرين مهما ظهرت منها علامات الصدق والمصداقية.

وعلينا أن نجعل الكلمات التي تخرج من ألسنتنا بمثابة الميثاق المُقدس، حتى نخلق حالة من المصداقية الحياتية بيننا وبين الآخرين، والمُؤكد أن تلك الحالة لو تواجدت ستصنع أجيالا لديها مبادئ سامية، لأنها ستحترم كلماتها ووُعودها، وتعتني بها مهما كانت ظروفها، لأننا بالفعل بتنا نتعامل مع الوعود بلا مُبالاة مرفوضة، فباتت كل العلاقات سطحية ومُهمشة تفتقر إلى الرباط المُقدس الذي بدونه سيضيع عُنصر الترابط الذي هو في الأساس ميزان العلاقات السوية، وتذكروا أن ليس كل وعد يستلزم كتابة عقد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة