في حلقة جديدة من برنامج "بص العصفورة" تسلط الزميلة هناء أبو العز الضوء على الأرض التي لم تطأها النساء منذ ألف سنة وهى جبل أثوس المقدس، لأسباب دينية واجتماعية.
ويقع جبل أثوس في شمال اليونان وعلى مساحة 335 كيلو مترا مربعا، وهناك ممنوع منعًا باتًا على أي تاء تأنيث الاقتراب سواء كانت سيدات أو حتى إناث الحيوانات، باستثناء القطط، بقوانين مطبقة من ألف سنة ومعاقبة كل من تقترب بالسجن.
حكايات وأساطير جبل آثوس تقول إنه تم حظر النساء وإناث الحيوانات من شبه الجزيرة الوعرة في شمال اليونان من وقت تأسيس المجتمع الرهباني المستقل في القرن العاشر.
وأسطورة منع دخول النساء الجبل، تعود إلى أن ثيوتركس والدة مريم العذراء كانت قد ادعت أن الجبل ملكها، وهو ما جعل الرهبان الأرثوذكس يمنعون أي سيدة أخرى من دخوله حتى متعلقات النساء باستثناء صور أو تماثيل للسيدة مريم، كما أن هناك اعتقاد أنه أثناء محاولة مريم العذراء الإبحار إلى قبرص، نزلت عند جبل آثوس، فأعجبها كثيرًا، وسميت المنطقة بـ"حديقة أم الرب"، وهي مخصصة لتمجيدها، وكانت هي الوحيدة المسموح لها بتمثيل النساء على جبل آثوس".
ورغم إعلان الاتحاد الأوروبي أن الحظر المفروض على النساء غير قانوني، إلا أن الإجراء مطبق حتى الآن، بل ويمتد حتى 500 متر من ساحل آثوس، وبالنسبة إلى نحو 2500 راهب يعيشون في كهوف أو أكواخ أو بعض الأديرة العشرين المنتشرة حول شبه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 400 ميل مربع، فإن العذراء مريم هي الوجود الأنثوي الوحيد المقبول عندهم.
ومن الحكايات الشهيرة عن الجبل، قصة ملك صربي أحضر زوجته إلى آثوس، لكن طوال الوقت، كان يحملها حتى لا تلمس الأرض.
وتشير الزميلة هناء أبو العز إلى محاولات الاختراق النسوية الكثيرة للجبل، فخلال الحرب الأهلية اليونانية بين عامي 1946 و1949، لجأت حيوانات تخص مجموعات من الفلاحين إلى جبل آثوس، وكانت الفتيات والنساء ضمن مجموعة دخلت آثوس تتعقب الحيوانات.
وفى سنة 1953، تنكرت اليونانية ماريا بوامندو، في ملابس الرجال للجلوس في آثوس ثلاثة أيام، ولذلك الحكومة فرضت قانونا يمنع النساء من دخول الجبل، والتى تخالف يتم معاقبتها بالسجن 12 شهراً على الأقل.
كما أن هناك كاتبة فرنسية دفعها فضولها لاكتشاف الجبل فتنكرت في زي بحار ودخلت الجبل وعاشت معهم لمدة شهر بهوية رجل، وبعد مغادرتها الجبل اليوناني كتبت روايتها الشهيرة "شهر مع الرجال".
وبرنامج بص العصفورة إعداد وتقديم هناء أبو العز، تصوير أشرف فوزى، مونتاج نانيس هيكل، إخراج شادى أبو الحسن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة