قال الدكتور حسام النحاس، الخبير الإعلامى، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، إنه يمكنه وصف ما حدث بتعطيل السوشيال ميديا بأنه اليوم الأسود لمواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ، مضيفا أنه أشبه بزلزال بقوة 10 ريختر ضرب شركة فيسبوك وأنه من المؤكد أن تاريخ الرابع من أكتوبر 2021 سيكون نقطة تحول وعلامة فاصلة فى التعامل مع تلك التطبيقات والمنصات مستقبلا.
وأضاف حسام النحاس في تصريحات له، أن مستخدمى شركة فيسبوك وتطبيقاتها المختلفة " فيسبوك ؛ ماسنجر ؛ واتساب ؛ إنستجرام " والبالغ عددهم 3.5 مليار مستخدم حول العالم بمعدل إستخدام 2.7 مليار مستخدم يوميا فى المتوسط فوجئوا بانقطاع الخدمة عن هواتفهم وأجهزتهم المختلفة لمدة قاربت الـ6 ساعات متواصلة، مشيرا إلى أنه أكبر عطل فى تاريخ الشركة منذ إنشائها ؛ وسط مخاوف عالمية كبيرة من حدوث عملية اختراق وهجوم إلكتروني سيبرانى للشركة ، الأمر الذى دفع وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى بحث إمكانية وجود تهديد أمنى مرتبط بتوقف وسائل التواصل الاجتماعي لشركة فيسبوك ؛ وذلك رغم إعلان إدارة الشركة بعد عودة النشاط والخدمة إلى وجود خلل تقنى وفنى داخلى تسبب فى تعطيل عمل المنصة وأنه لا يوجد دليل على اختراق بيانات المستخدمين بسبب العطل الفنى .
ورأى أن هذه التصريحات غير كافية لطمأنة ملايين المستخدمين حول العالم وسط مخاوف من حدوث عمليات اختراق للحسابات الشخصية وإمكانية بيع وتبادل البيانات الشخصية للمستخدمين كما حدث مع تطبيقات أخرى مماثلة مؤخرا كان أشهرها تطبيق كلوب هاوس ؛ لافتا الى أن ذلك يأتي بالتزامن مع تصريحات مسئولة سابقة بشركة فيسبوك فضحت فيها سياسة الموقع وإتهمته باختيار الربح المالي على حساب أمن وسلامة وخصوصية المستخدمين وعدم اتخاذ إجراءات ضد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة المنتشرة عبر التطبيق .
وتابع:" ومما زاد من خطورة ما حدث بالأمس هو إصرار إدارة الشركة على دمج البنية التحتية التقنية الأساسية لتطبيقات فيسبوك و واتساب و إنستجرام وهو الأمر الذى أدى إلى توقف وتعطيل الخدمة لتلك التطبيقات فى ذات التوقيت ؛ مشددا على ضرورة فصل تلك المنصات الشهيرة إلى ثلاث شركات منفصلة تجنبا لما قد يحدث مستقبلا ، مشيرا الى أن الأمر أدى إلى حدوث خسائر مالية كبيرة للشركة تقدر بمليارات الدولارات وهبط سعر سهم فيسبوك بمقدار 4.9 % وأن الشركة ستحتاج إلى مزيد من الوقت للتعامل مع الآثار السلبية لما حدث سواء ماليا أو فنيا وتقنيا إضافة إلى تأثير ذلك على سمعة وصورة الشركة الذهنية عالميا حيث لجأ ملايين المستخدمين وبشكل فورى إلى تحميل تطبيقات أخرى بديلة وأعلن تطبيق تليجرام الشهير انضمام أكثر من 50 مليون مستخدم جديد إلى منصتها فى مختلف أنحاء العالم أثناء فترة توقف خدمات شركة فيسبوك وتطبيقاتها المختلفة .
وعن آليات التعامل مع تلك الأزمة وتداعياتها المستقبلية، شدد حسام النحاس على أنه يجب أولا إلزام شركة فيسبوك بتقديم ما يثبت حقيقة ما حدث وإثبات ما ادعته الشركة من عدم حدوث عمليات اختراق لحسابات المستخدمين، وحتمية وجود إطار قانونى دولى ملزم ينظم عمل شركات ومواقع ومنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي حول العالم ؛ و إنهاء احتكار بعض الشركات العالمية لتلك المواقع والمنصات، مشيرا الى أنه يجب توعية وتحذير المواطنين والمستخدمين من خطورة وتداعيات استخدام البيانات الشخصية الهامة والحساسة على تلك المنصات تجنبا لحدوث عمليات اختراق إلكتروني وإساءة استخدام تلك البيانات الخاصة وإمكانية التعرض لعمليات نصب واحتيال وابتزاز إلكتروني فيما بعد .
وشدد حسام النحاس على ضرورة البحث جديا عن تطبيقات مراسلة وتواصل اجتماعي محلية تكون بديلا للتطبيقات العالمية وذلك حفاظا على الأمن الشخصي للمواطنين والأمن القومي للدولة وهو أمر يحتاج إلى تمويل واستثمار ضخم ودراسات تقنية وفنية عالية المستوى ولكنه بات أمرا ضروريا واجبا ؛ مطالبا ملايين المستخدمين فى مصر وحول العالم برفع دعاوى قضائية بحق شركة فيسبوك والمطالبة بتعويضات مالية مناسبة جراء الخسائر والأضرار التي لحقتهم أثناء فترة توقف وتعطيل الخدمة، مضيفا:" فكما أن الشركة تحقق مليارات الدولارات من الأرباح عن طريق عمليات الإعلان والتسويق الإلكتروني فإنه يجب عليها قانونا دفع تعويضات مالية مناسبة للمستخدمين عند حدوث خلل أو توقف من جانبها ولا تكتفى بمجرد تقديم الاعتذار المعنوي للمستخدمين لأن الإعتذار وحده لا يكفى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة