أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

الغوا السجادة الحمراء من مهرجانات السينما يختفى "التريند" ويكرمكم الله!

السبت، 23 أكتوبر 2021 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس بالسجادة الحمراء (Red Carpet) ولا بعرض الأفلام المسيئة للأوطان، وتشويه المجتمعات، تحيا مهرجانات السينما، أينما كانت، وأينما وجدت. السجادة الحمراء تحولت فقط إلى صراع مخيف لسرقة التريند والهاشتاجات على مواقع السوشيال ميديا، من بعض الفنانين والفنانات، فيزداد الاهتمام، ويسيطر الحديث على العامة قبل النخب، عن شكل وطراز الفساتين والبذلات، وترتفع حدة النميمة عن ظهور فنان ما، مع فنانة أخرى، دون التطرق مطلقا، للهدف الحقيقى الذى من أجله أقيم المهرجان.
 
على السجادة الحمراء، تختفى قيمة الأعمال الفنية، وتتوارى اهتمامات الناس بمختلف ثقافتهم خلف موضة وطراز وألوان وماركة الفساتين، وشكل التسريحة ومن هو الكوافير، وما ترتديه الفنانة من مجوهرات، وهل من محلات مجوهرات شهيرة، وماركات عالمية أشهر، أم من محلات لا تتمتع بسمعة واسعة؟!.
 
مهرجانات السينما، قيمة كبرى، فنيا وسياحيا وبهجة ومتعة، وتلقيح أفكار، ومتابعة أحدث ما وصلت إليه السينما العالمية من تقدم وازدهار فى هذه الصناعة الجوهرية، وما تمثله من قوى ناعمة عابرة للحدود، وقادرة على تغيير الصور الذهنية عن سياسة دولة ما، ومناقشة المشاكل وطرح الحلول، والقدرة على رفع منسوب الوعى لدى الشعوب، وكم من أفلام قوية، كانت سابقة لعصرها فى التنبؤ بما سيحدث فى المستقبل.
 
وعندما ينصب زخم الاهتمام على المنافسة بين الفنانين فقط على الظهور بملابس لافتة، ويصبح الفستان والبذلة، هو الجوهر، بحثا عن التريند، فوق السجادة الحمراء، دون الحديث من قريب أو بعيد عن القيمة الفنية الكبيرة للمهرجان، وما استجلبه من أفلام ذات قيمة فنية عالية، من خلال طرحها لقضايا جوهرية تمس المجتمعات المختلفة، فإن الهدف الذى من أجله إقامة المهرجان قد انحرف عن مساره، واصطدم بعنف مع قيم المجتمع، وإثارة شجونه، ونثر مظاهر حياتية، بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقى للمجتمع، خاصة المجتمعات العربية، ذات الخصائص المختلفة.
 
أيضا لا يوجد دولة من الدول الكبرى، والتى تقيم مهرجانات سينمائية دولية، أن توافق على عرض أعمال فنية تشوه وجه الدولة، وتتصادم بعنف مع الواقع الحقيقى للمجتمع، ولا يمكن تقديم عمل فنى قائم على الخيال المتطرف، والبعيد كل البعد عن الواقع، ومن المتعارف عليه، أن قوة أى عمل فنى، تكمن فى جنوحه نحو الخيال وتطابقه مع الواقع، ولا يتنافر، ويبتعد كلية عنه!.
 
وبنظرة بسيطة على ما يحدث في الفعاليات الفنية المهمة مثل مهرجانات "كان" و"برلين" و"فينيسيا" وحتى فى حفلات أوسكار وإيمي وبافتا، ستكتشف أن الاهتمام ينصب على المحتوى الفني المعروض أو الأعمال والشخصيات التي يتم تكريمها، فيزداد زخم اهتمام الناس سواء على مواقع السوشيال ميديا، أو في التغطيات الحية عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث يحرص النجوم على التركيز في المؤتمرات واللقاءات على أفلامهم المعروضة مع باقي الطاقم، وكذلك يتم تخصيص فقرات مطولة لمراجعة تلك الأفلام للجمهور، ثم يأتى الاهتمام بالملابس، فى المرتبة الثانية، عكس ما يحدث فى مهرجانات المنطقة العربية . 
 
أيضا المهرجانات السينمائية الرصينة، هى التى تزرع تقاليد وشكل ومضمون، يراعى قيم وثقافة وحضارة الشعب الذى تقام على أرضه المهرجان، دون التطرق للتنظير والتبرير والتفسيرات غير المنطقية، فلكل مجتمع خصائصه الثقافية وعاداته وتقاليده، التى يجب الحفاظ عليها، واحترامها، وتقديرها وعدم استخدام رذالة التسخيف والتسفيه والتشكيك والحط من ثقافة وعادات وتقاليد المجتمع.
 
ونختم مقالنا، ببيت شعر من قصيدة "المعلم" للشاعر العظيم، أحمد شوقى، يقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم..
‏فأقم عليهم مأتماً وعويلا.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة