أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

المحاسبة والرقابة وإدارة التنوع فى مجلس النواب

الخميس، 21 يناير 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبيعى أن يكون مجلس النواب الحالى مختلفا عن السابق، وأن يقوم بدور رقابى بجانب الدور التشريعى، بدأها بوقوف رئيس الوزراء لإلقاء بيان أمام المجلس، يشرح فيه سياساته واتجاهات العمل، بعد سنوات شهدت الإصلاح الاقتصادى، والتحرك فى مشروعات لتطوير التعليم والصحة، وهى قضايا تهم الأغلبية من المصريين، ومثلت تحديا على مدى عقود، ويفترض أن تظهر ثمار كل هذه التحركات. 
 
بيان الحكومة أمام النواب كان شاملا للخطوط العريضة، تبعه بيانات ومناقشات لبعض الوزارات الخدمية، مثل التموين والتعليم العالى وقطاع الأعمال والدولة للإعلام، وطرح بعض النواب أسئلة وقدم بعضهم بيانات أو طلبات إحاطة للوزراء فى اختصاصهم، وحتى الآن تبدو أغلب البيانات إنشائية أكثر منها معلوماتية، وهو أمر طبيعى، حيث يسعى بعض النواب لتسجيل حضور واضح فى زحام النواب، من خلال استخدام أدوات رقابية. 
 
خلال الفترة الأخيرة أطلق بعض النواب تصريحات غير ملائمة، تثير غضب بعض الفئات، مثل نائب أطلق تصريحا هاجم فيه الفن والفنانين بتعميم، أو نائب آخر تصادم مع زملاء له، وهى تصرفات واردة، لكنها تنم أحيانا عن نقص فى الخبرة السياسية، أو عدم دراسة للائحة أو القواعد المنظمة للعمل البرلمانى، وقد تدخل رئيس المجلس وأعلن احترام الفن والفنانين، وتفاعل مع خطاب نقيب المهن التمثيلية.
 
ويفترض أن يكون النائب مدركا للفرق بين المواقف والشو أو الاستعراض، وأن يدرك أهمية دور النائب، سواء لدائرته وتفاعله مع الجمهور، أو لصالح القضايا القومية أو تساؤلات الجمهور حول موضوعات مثل الحديد والصلب أو القطارات أو غيرها، ونفس الأمر فيما يتعلق بالوزراء، حيث يسارع بعضهم بإعلان مواقف وتصريحات غير ملائمة وتمثل نوعا من التحدى، حيث يعلن وزير أن مصنع الحديد والصلب لا يساوى قرش صاغ، فى معرض تأكيده أنه يخسر ويصعب إصلاحه، وهو تصريح لا يتناسب مع الحدث والموضوع، وربما على النواب الذين يتصدون للأمر أن يسارعوا بقراءة ومذاكرة كل تفاصيل الموضوع، من خلال وزراء سابقين أو خبراء حتى يمكنهم عرض الموضوع بشكل واضح، لأن دور مجلس النواب هو طرح ومناقشة القضايا بوضوح مع الاستماع لوجهات النظر المتعددة.
 
وبالفعل هناك تعدد وتنوع فى المجتمع للمصالح والتجمعات، موقف النقابات غير موقف رجال الأعمال، وموقف هؤلاء ليس موقف الحكومة أو الدولة، والفرصة قائمة ليطرح مجلس النواب كل القضايا، وأن يكون على استعداد لاستيعاب التنوع والتعدد، واليوم الدولة أكثر استقرارا، وقطعت شوطا مهما فى إنجاز الكثير من الملفات الصعبة للإصلاح الاقتصادى والتعويم، وربما تكون هناك تساؤلات ترجع لنقص المعلومات أو غيابها، ومن المهم أن تكون الحكومة قادرة على تقديم التفاصيل، خاصة للمشروعات القائمة والتى تم إنجازها، وأحيانا تغيب المعلومات عنها ما يجعلها مجالا لشائعات ومعلومات خاطئة.
 
المهمة دقيقة والجمهور ينتظر من مجلس النواب أن يتفاعل مع مطالبه، ويجيب عن تساؤلاته، وعلى النواب أن يدرسوا ملفاتهم ويطلعوا على اللائحة والقانون حتى يمكنهم أداء عملهم بشكل دستورى وقانونى.
 
ولهذا تأتى أهمية دعوة المستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، للأعضاء بأن يلتزموا باللائحة الداخلية للمجلس، والامتناع عن رفع الصوت والوقوف داخل الجلسة، وعدم التحدث أثناء الانعقاد، وذلك بعد تكرار مقاطعتهم للوزراء أثناء إدلائهم بالبيانات.
 
ودعا «جبالى» إلى أن يحافظ النواب على المظهر الحضارى، ومن ضمن المظهر الالتزام بالحضور وعدم التزويغ، والأهم دراسة الملفات وطرحها ومناقشتها، واستيعاب الخلافات والتنوع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة