أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

كذب المنجمون واحتار العلماء وأصبح حظر التجوال والأحضان «مطلبا جماهيريا»

الجمعة، 01 يناير 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن عام 2020 عاما عاديا، وربما بسبب ما شهده البشر خلال هذا العام، أصبحوا يدركون معنى كلمة «لقد كان عاما عاديا.. بلا أحداث ضخمة». فقد تحول العام الماضى إلى أيقونة بين السنين، وفرض «فيروس كورونا» نفسه على العالم، وأجبر مئات الملايين من البشر على البقاء فى منازلهم وارتضاء السجن الاختيارى. بل إن بشرا كانوا ينادون الحكومات بأن تغلق وتعلن حظر تجوال، لمواجهة هؤلاء الذين يخرجون ويصابون وينقلون العدوى.
 
ومن المفارقات أن المنجمين وخبراء الفلك وقراءة الطالع، فى نهاية العام 2019، لم ينتبهوا إلى ما يقبل عليه العالم، وأغلب التوقعات كانت ترى أن عام 2020 مناسب للسفر والمشروعات الطويلة الأجل. لكن كورونا أنهى هذه التوقعات وتسبب فى وقف السفر والسياحة وضرب الاقتصادات والأنظمة الطبية، بل إن الفيروس أثار الشك فيما يتعلق بمدى استعدادات البشر لمواجهة الفيروسات والكائنات المجهرية.
 
ونحن نبدأ عام 2021 يبدو المنجمون متأثرين بسحب الفيروس، يمزجون الأمل بالتشاؤم، والتفاؤل بالظلام، لأنهم لا يعرفون ماذا سيحدث، الأمل فى لقاحات تقى البشر من هجمات الفيروس، والتشاؤم من سرعة ومساحة انتشار الفيروس الذى حصد أحباء وأصدقاء ومعارف، ووضع البشر جميعا فى مواجهة واقعهم وخوفهم، لا فرق بين أمة ثرية متقدمة وأخرى ليست كذلك. الولايات المتحدة أعلى الدول فى عدد إصابات فيروس كوفيد19، تليها الهند وهى دولة نامية كثيفة السكان، أوروبا تتجه للإغلاق فى محاولة لمحاصرة الفيروس فى شتاء مرعب.
 
كان عام 2020 هو أسرع عام يصل فيه الإنسان إلى لقاح مضاد للفيروس، فى السابق كان توصل العلماء إلى لقاحات تستغرق عقودا، لكن التقدم العلمى والتقنى ساهم هذه المرة فى الإسراع بإنتاج لقاحات متعددة، كأنما الفيروس كان مكافأة التقدم، وإنذارا للبشر الذين يهلكون الطبيعة، ويدمرون الغابات، وما زالت قصة فيروس كورونا مستمرة لشهور أو ربما لسنوات، إذا بقى الفيروس موسميا مثل الأنفلونزا الموسمية يرافق البشر. والفيروس نفسه ما يزال يحمل الكثير من الغموض، كيف ظهر ومتى يختفى، وكيف يصيب البعض ويقتل البعض. 
 
كانت هناك سوابق لفيروسات مثل أنفلونزا الطيور والخنازير وسارس ومارس، بدت مثل أجراس إنذار للبشر، رافقتها تحذيرات من العلماء بهجمات متوقعة، لم تكن مجرد تكهنات أو تنجيم لعلماء الفلك، من بطون كتب نوستراداموس أو بابافانجا، لكنها توقعات قائمة على حسابات ودراسات علمية، لم ينتبه لها زعماء دول انشغلوا بحروب باردة أو ساخنة. وتركوا التحذيرات. 
 
العلم هو ما يجيب على أسئلة العام الجديد، هل يبقى الفيروس أم يرحل. وكيف يمكن للقاحات أن تقى الإنسان دائما أو مؤقتا، وبجانب العلماء هناك شركات أدوية وتجار أزمات يحولون الاكتشافات العلمية والطبية إلى أموال، ومثلما يتاجرون فى أسلحة القتل، فهم يتاجرون بأسلحة الطب. لقد فرض فيروس كورونا نفسه على عام كامل للمرة الأولى فى القرن الواحد والعشرين وربما يفرض نفسه على عام 2021. 
 
والبشر بعد أن كانوا يبدون مللا من أعوام بلا أحداث صاروا يحلمون بعام عادى يخرج فيه البشر ويتجمعون ويمشون فى الشوارع ويتصافحون باليد والأحضان، والتجمعات العادية فى المقاهى والشوارع أو العمل من دون شعور بالخوف والحذر. كذب المنجمون، واحتار العلماء، فى رسم شكل العام الجديد. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة