محمد ثروت

ماذا قال طه حسين عن فتنة الإسلام السياسي لضرب استقرار الدول؟

الأحد، 20 سبتمبر 2020 11:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كتاب “هؤلاء هم الإخوان" الذي تحتفظ مكتبة جامعة اكستر البريطانية بنسخة فريدة منه، أولى أن تعاد طباعته في مصر والعالم العربي، لتعلم الجماهير حقيقة ما تعرضت له من خداع وغسل أدمغة بفعل الجماعة الأم لحركات الإسلام السياسي

الكتاب صدر عام 1954 أي بعد حادثة المنشية (26 أكتوبر 1954) ومحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر (1918-1970)، وكان وقتها رئيسا للوزراء في أواخر عهد اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر

الأسماء التي دونت على غلاف الكتاب، كلها قامات فكرية أكاديميا وصحفيا وهم: عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وأمير الصحافة العربية الحديثة محمد التابعي، ومؤسس أخبار اليوم على أمين، شقيق مصطفى أمين، والشاعر الكبير كامل الشناوي، والمؤرخ والصحف الفلسطيني ناصر الدين النشاشيبي والصحفي والأكاديمي جلال الدين الحمامصي.

افتتح البروفيسور طه حسين الجزء الأول من الكتاب بعنوان “فتنة"، وصف فيه جماعة الإخوان بالكذب والنفاق وأنهم أرادوا بعملية اغتيال عبد الناصر، "صنع فتنة أشبه بفتنة قتل الإمام على، وقد لخصها الإمام علي نفسه قبل وفاته في بيتين من الشعر قائلا:

تلكم قريش تمناني لتقتلني/ فلا وربك ما بروا وماظفروا/ فإن هلكت فرهن ذمتي لهم/ بذات ودقين لا يعنو لهم أثر. أي الداهية التي لا يعلم الناس متى تنقضي عواقبها. فقَدْ قُتِلَ عَلَى رحمه الله وجر قتله على المسلمين شرا لم يخلصوا منه إلى الآن. فهم قد تفرقوا فرقا وأحزابا منذ ذلك اليوم ولم يجتمع لهم شمل بعد".     

أما الوصف الغريب الذي وصف بها طه حسين أتباع الإسلام السياسي فهو"المُحْمَقٌون"، وقد بحثت عن المدلول اللغوي للكلمة، فوجدتها في قول عالم اللغة ابن دريد الأزدي(ت 933م)  من رجل محمق وامرأة محمقة أي تلد الحمقى. فيقول طه حسين: " لم يفكر هؤلاء المُحْمَقٌون في عاقبة ما حاوا من الأمر (الاغتيال والقتل وسفك الدماء)، أو تم لهم مادبروا أو أتيح لهم ما أرادوا ولم يقدروا أنه الهول كل الهول والكارثة التي يعرفون أولها ولا يعرف أحد لها آخرا". فند طه حسين كذب ادعاءات الإسلام السياسي بتبرير القتل والعنف، مشيرا إلى "أن الإسلام لم يحرم شيئا كما حرم القتل، ولم يأمر بشىء كما أمر بالتعاون على البر والتقوى، ولم ينه عن شيء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ولم يرغب في شيء كما رغب في العدل والإحسان والبر، ولم ينفر في شيء كما نفر من الفحشاء والمنكر والبغي". 

لقد وصف عميد الأدب العربي أتباع الإسلام السياسي بالمغيبين مغسولي العقول مسلوبي الإرادة الذين" يركبون رؤوسهم ويمضون على وجوههم هائمين لا يعرفون ما يأتون، ولا ما يدعون ولا يفكرون فيما يقدمون عليه من الأمر ولا فيما قد يورطون فيه وطنهم من الأهوال الجسام".

يحذر طه حسين المواطنين الذين وصفهم بـ “الراشدين من أبناء مصر" أي العقلاء بألا ينخدعوا بكلام وشعارات هؤلاء المحمقين أتباع جماعات الإسلام السياسي، لأنهم يريدون ضرب استقرار الدولة المصرية والعودة بمصر إلى التبعية للخارج، بعد أن قطعت شوطا في سبيل الاستقلال عن المستعمر الأجنبي، وأصبح حكمها بيد أبنائها بعد فترات طويلة من الحكم الأجنبي.

ورأى العميد أن هدف مخططات الإخوان إشاعة الفوضى والحروب الداخلية بين أبناء الوطن الواحد، وتعليق العمل بالنظام والقانون والأمن، لصالح التخريب والاحتجاجات المستمرة.  داعيا المصريين إلى "أن يطهروا قلوبهم مما يلقى فيها من كيد الشياطين، وأن يصفوا كدر الذلة والخضوع والنفاق" أي من إطاعة أوامر قادة الإسلام السياسي دون وعي أو إدراك لما يسفر ذلك من تهيد لأمن واستقرار أوطانهم.  إنه كتاب يستحق أن يعاد طبعه وتحقيقه، طالما ظلت التيارات الظلامية تتحرك سرا وعلانية لتهديد أمن واستقرار الدول والمجتمعات. أفلا تعقلون؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة