تعرف على شفرة وراثية ساعدت العالم فى التخلص من وباء "الموت الأسود"

السبت، 08 أغسطس 2020 11:00 م
تعرف على شفرة وراثية ساعدت العالم فى التخلص من وباء "الموت الأسود" الأوبئة - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحاول الباحثون التوصل إلى طفرة في الشفرة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تساعد فى التعرف على الفيروس القاتل ومن ثم التغلب عليه بإنتاج لقاح للوقاية منه، حيث حدد باحثون أمريكيون فى وقت سابق شفرة وراثية تشبه التغيرات التي شهدها العلماء في فيروس سارس المنتمي لنفس العائلة، عندما تفشى عام 2003.
 
ولاحظ باحثون في جامعة أريزونا الأميركية، اختفاء 81 حرفا في جينوم فيروس كورونا، بما يمكن أن يغير سلوكه ويجعله أشد أو أقل ضراوة.
 
لكن ما  الشفرة الوراثية التى من خلالها واجه العالم قديما الأوبئة، وكانت سببا فى التخلص بواحد من أكثر الأوبئة فتكا فى تاريخ الإنسانية هو وباء الموت الأسود "الطاعون" الذى حصد أرواح ملايين البشر فى عدة قرون؟
 
وبحسب كتاب " عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور" تأليف سوزان سكوت وكريستوفر دنكان، فإن وباء الطاعون النزفى الفيروسي إبان الموت الأسود منح فجأة ميزة انتخابية قوية لتلك القلة القليلة المحظوظة من الأفراد الذين كانوا يملكون طفرة سى سى آر 5-دلتا 32، وبذلك رفع من معدل تكرارها بشدة. 
 
إلا أن هذا التفسير الشائع مبسط أكثر من اللازم، فوباء واحد مثل الموت الأسود لم يكن بمقدوره أن يكون له مثل هذا التأثير واسع النطاق طويل المدى، لكنه أنذر بعصر الطواعين، وفي رأينا فإن كل موجة متعاقبة من موجات التفشي على مدار الثلاثمائة عام التالية زادت على نحو ثابت عدد الأفراد الذين ورثوا طفرة سي سي آر 5 - دلتا 32، فإن لم يكن المرء حاملا الطفرة، فثمة فرصة كبيرة أن يموت لدى موجة انتشار المرض التالية.
 
إلا أن هذا لا يزال إفراطًا في تبسيط الموقف، فحالات التفشى الوبائى الكبرى للطاعون النزفى كانت قاصرةً في الأساس على مجتمعات لا يزيد  حجمها عن حد أدنى معين، وكانت هناك مناطق ريفية شاسعة من أوروبا تمارس الاقتصاد الزراعى غير المنظم، التى نادرا ما كان الوباء يضر بها، هذا إن ضربها من الأساس.
 
أما ضغوط الانتخاب الطبيعى القوية المستمرة التي تدفع إلى زيادة معدل تكرار حدوث طفرة سى سى آر 5 - دلتا 32 فلا تعمل إلا في الحضر، ولا سيما في لندن، لأن الطاعون النزفى بات دائم الحضور هناك بعد عام 1580، نتيجة لذلك، فلا بد أن التوزيع الإجمالي لطفرة سى سى آر 5 - دلتا 32 في أوروبا لم يكن منتظما خلال القرن السابع عشر، إذ لا بد أن معدل الأشخاص الذين تمتعوا بقدرة على مقاومة المرض في الحضر كان يزيد بكثير عن النسبة الحالية التي تصل إلى 20 بالمائة، ويقل عن ذلك هذه النسبة بكثير في المناطق الريفية.
 
ويعزى المعدل الحالي لتكرار ظهور الجين في أوروبا إلى نسبة الاختلاط والهجرة الكبيرة على مدار الثلاثمائة والخمسين سنة الأخيرة منذ اختفاء الطاعون، عملية مساواة عامة اختفت فى خضمها الفروق بين حياة الريف وحياة الحضر.
 
 
وعليه فإنه مع معاناة سكان لندن من الهجمات الشرسة للمرض، بالإضافة إلى انخفاض مستوى توطن العدوى، فإن ذلك يرجح إلى أن نسبة كبيرة منهم كانوا يحملون الطفرة على الأغلب وكانوا مقاومين للمرض.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة