أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

برامج تحفيز عاجلة لقطاع السياحة..

الإثنين، 31 أغسطس 2020 01:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
لا يختلف أحد على أن السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي، وتمثل انعكاس حقيقي لصورة مصر لدى العالم، فالسائح الذى يأتي إلى مصر ليقضي إجازته السنوية، قطعا ستكون لديه صورة ذهنية عن كل ما رآه في رحلته، سواء كان جيدا أو غير ذلك، وهذا بالطبع سيكون له تأثير  مباشر لتكرار الرحلة مرة أخرى، أو ترشيحها لأحد أصدقائه أو أقاربه، أو العكس، فقرار السفر إلى بلد أجنبي غالبا ما يعتمد على تجارب شخصية، بينما تأتى برامج التسويق والدعاية في المرتبة الثانية.
 
هذه المقدمة البسيطة أحاول من خلالها التأكيد على أهمية الخدمة التى يحصل عليها السائح خلال زيارته لمصر، وأن يكون مستوى هذه الخدمة واحد، سواء للبلاد الغنية أو الفقيرة أو البرامج السياحية الداخلية للمواطنين المصريين، ويخطئ من يتصور أن السياحة فقط عبارة عن غرفة نظيفة وحمام سباحة وطعام وشراب مشمول فى العروض الترويجية التى تقدمها الفنادق، بل الأمر مرتبط بجودة الخدمة التى يحصل عليها السائح، ومستوى تفاعل من يقدمونها له، بصورة تشعره بكرم الضيافة والترحيب به داخل المكان، ووجود برامج وعروض تهتم بما يتطلع إليه هذا السائح.
 
الخدمة التى اتحدث عنها يجب أن تضع معاييرها وزارة السياحة، من خلال مراكز تدريب معتمدة ومتخصصة، على أن تتولى الوزارة كفالة هذا التدريب وكل النفقات المتعلقة به، دون أن يتم تحميلها على الفنادق أو القرى السياحية، خاصة أن المستثمرين في هذا القطاع تحملوا خسائر غير محدودة بعد إغلاق كامل لمدة 6 أشهر نتيجة جائحة كورونا العالمية، وقد شاهدت بعينى ما تعانيه السياحة بعد كورونا، فى زيارتى لمدينة الغردقة التى تعتبر أهم الوجهات السياحية، واكتشفت حجم الخسائر التي لحقت بالعاملين فى السياحة، سواء الفنادق والقرى السياحية أو الصناعات التى تعتمد عليها، بداية من محال الخضروات والفاكهة، حتى المقاهي التى كانت فى وسط البلد، وقد أخبرنى زميلى عماد عرفة مدير مكتب اليوم السابع فى البحر الأحمر أن نحو 30 مقهى أغلق أبوابه خلال الفترة الماضية، نتيجة غياب السياحة وقلة الأعداد فى هذه المدينة السياحية الهامة، التي كان يقصدها الناس من شتى بقاع الأرض.
 
السياحة تحتاج برامج تحفيز عاجلة وسريعة، أولها إلغاء القرار الخاص بإلزام السائح الأجنبى عمل تحليل "PCR" قبل القدوم إلى مصر، الذى يصل ثمنه فى دولة مثل المملكة المتحدة على سبيل المثال حوالى 150 جنيه استرليني، وهذا الرقم يساوى تكلفة غرفة مزدوجة تطل على البحر، بنظام مأكولات ومشروبات  "all enclosive" لمدة 3 ليالى، فى أفخم الفنادق ال5 نجوم داخل مدينة الغردقة، لذلك لن يأت هذا السائح لمصر مرة أخرى، وسيقع اختياره على اليونان أو قبرص أو تركيا، خاصة أن هذه الدول تقدم مستوى أسعار تتشابه مع مصر أو ربما أقل، الأمر الذى يجعلنا نخرج من المنافسة سريعاً، حتى دون اختبار أو حتى محاولة.
 
رسالتى إلى الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وهو رجل يستمع لكل الآراء، وغايته مصلحة الوطن.. من فضلك سيدى الوزير راجع القرار الخاص بشروط قدوم السياح الأجانب إلى مصر، وعاون الفنادق والقرى السياحية، حتى تتمكن من تغطية نفقات تشغيلها، فالأمر شديد الصعوبة ويهدد بانكسار صناعة بالكامل بها آلاف العمالة المدربة، لذلك يجب الإسراع فى وضع مشكلات السياحة على طاولة النقاش فى اجتماع مجلس الوزراء القادم.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة