أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

تجارب صوفية غير عربية إلى روح حامد طاهر

الإثنين، 27 يوليو 2020 07:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يعرف قيمة التجربة الصوفية إلا من خاض غمارها، وتعمق في أسرارها، وسار على درب السالكين نحو الحقيقة، فمن ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ومن اغترف اعترف، ومن اعترف أدمن ما عرف، والمعرفة لا تكون إلا عن طريق شيخ، ومن ليس له شيخ فشيخه الشيطان".

مبادئ رسمها المتصوفة لمن أراد أن يسلك طريق التصوف، واختصرها البعض في العلاقة بين الشيخ والمريد، وأسلوب الطاعة العمياء في التربية، رغم أن المتصوفة أردوا بتلك العلاقة أن تكون علاقة حب وتسامح بين الأستاذ (الشيخ) وتلميذه (المريد).

ورغم أن الطرق الصوفية وافدة على مصر عن طريق شيوخها في العراق والمغرب، منذ القرنين الثالث والرابع الهجري، الرفاعية والأحمدية والشاذلية والقادرية، إلا أن معرفتنا بالتجارب الصوفية التي نشأت في بلاد غير عربية، تحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليها، ومعرفة المؤثرات الثقافية الأخرى والبيئات التي نشأت فيها مقارنة مع التصوف والصوفية في بلادنا. 

وقد سعدت بدعوتنا مع العميدة الدكتورة هدى درويش أستاذ مقارنة الأديان، من قبل عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة الدكتور عبد الراضي عبد المحسن، لحضور مناقشة رسالة دكتوراه عن التجربة الصوفية عند الشيخ روزبهان البقلي والشيخ نجم الدين الكبرى" للباحث الباكستاني أصفهان الحسن شاه.  والتي كان مشرفا عليها قبل رحيله الصادم لتلامذته ومحبيه بمرض كورونا، الدكتور حامد طاهر أستاذ أساتذة الفلسفة الإسلامية.      

لقد كانت المناقشة بمثابة وفاء وتحية إلى روح حامد طاهر في القاعة التي حملت اسمه، وكان الموقف مؤثرا على المنصة بأن كتب اسمه مشرفا وهو غائب بجسده حاضر بروحه، بينما أكمل الدكتور يوسف عبد الفتاح الإشراف على الباحث وناقشه كلا من الدكتور مصطفى الدميري الأستاذ بجامعة الأزهر والدكتور عبد الراضي عبد المحسن والذي أبكانا بحديثه المؤثر ووفائه النادر لأستاذه حامد طاهر قائلا: "تحية إلى روح فارس الجلسة واللجنة أستاذي الدكتور حامد طاهر الذي علمني كيف يكون منهج البحث العلمي وكيف يكون أستاذ الجامعة من حيث النزاهة والأمانة وكيف يواجه التطرف الديني والفكري وأن التطرف يبدأ بالتنفير ثم يمر بالتكفير ثم ينتهي بالتفجير". 

واستشهد الدكتور عبد الراضي بما كتبته في مقال أمس من "أن العالم يحتاج للتصوف في مواجهة الفكر المتطرف" مضيفا أن "المجتمع يحتاج تسامح التصوف، وقد جاء في الدراسة أن الشيخ نجم الدين الكبرى كان يقول للمريد اسمع يا حبيبي".

القضية الأخرى المهمة في مناقشة الرسالة أن الولاية لا تصنع، وأن من شروطها ألا يعرف الولي أنه ولي، فهي عطاء من الله.  فكيف يطلق على نجم الدين الكبرى صانع الأولياء؟ وأنه لو نظر إليك لصرت وليا، وهو لم يستطع التأثير في خصمه الرازي ويجعله يحبه؟

أما فضيلة الدكتور الدميري فقد كشف عن قضية خطيرة وهي أن باحثة من إحدى البلدان العربية رفضت الكتابة عن تأثر ابن القيم الجوزية في كتابه "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: في شرح منازل السائرين" بكتابات أحد أعلام التصوف في القرن الخامس الهجري الإمام أبي حامد الغزالي، حتى لا تغضب السلفيين. 

وهكذا تغيب الحقائق العلمية بسبب سطوة الإسلام السياسي وحلفائه من السلفيين في بعض البلاد، وتتحول الخلافات المذهبية إلى غطاء يعمي البصر عن جوهر التصوف كتجربة ذاتية روحية، لا تخضع لمعايير وحسابات دعاة التشدد والتدين الظاهري.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة