أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

غاب الحج وبقى التكافل الاجتماعى

الإثنين، 20 يوليو 2020 09:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يأتي موسم الحج هذا العام  وقد حُبِس الْمُسْلِمُون في مختلف أنحاء العالم عن أداء فريضة الحج،  بسبب ظروف جائحة كورونا، وقصرها على عدد محدود من المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، بما يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية والضرورات الخمس في الفقه الإسلامي وفي مقدمتها حفظ النفس البشرية من الهلاك، وحماية الأمن الصحي العالمي.   
ولاشك أن ذلك القرار الشجاع فيه مصلحة للناس جميعا، حتى لا ينتشر المرض بينهم ويتحول إلى وباء قاتل، لا يمكن السيطرة عليه مع كثرة أعداد وتجمعات الحجاج والتدافع والزحام في المشاعر المقدسة.    
فيا من حرم من أداء الفريضة هذا العام، وقد اقتطعت من أموالك لسنوات أو شهور تكلفة السفر والإقامة وما قبلهما من أمور وإجراءات وترتيبات،  لا تحزن ..واعلم أن من قواعد الفقه الكلية أن الأمور بمقاصدها، أي النية، لتكون عبادة يترتب عليها ثواب، والنية في الحج سابقة على الأداء( الأشباه والنظائر للسيوطي)، والمعذور مأجور وسوف يعطيك الله أجر الحج بكرمه ورحمته التي وسعت كل شىء. فإذا كانت تلك الحجة مكررة وسبق لك الحج قبل ذلك، فاعلم أن الحج مرة واحدة في العمر كله، والمرات المتكررة من باب النوافل والتطوع، والأولى صرف الأموال التي وهبتها للحج المتكرر على الفقراء والمحتاجين والمرضى ودعم المستشفيات أو المدارس أو المساعدة في تشغيل الشباب، أو الإنفاق على البحث العلمي. أما إذا كان الحج لأول مرة ولن تستطيع تدبير ذلك المبلغ مرة أخرى، فلا حرج عليك.   
وقد أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بأن حج النافلة، ينطبق عليه مبادرة " كأني اعتمرت" التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية" بأن توجه أموال العمرة التي تم تأجيلها هذا العام -بسبب الظروف الاستثنائية في ظل كورونا، للفقراء والمحتاجين والعمالة الموسمية، وقدرها المفتي بنحو 16 مليار جنيه مصري كانت ستنفق على العمرة، إلا أن أمامها أبواب أخرى مهمة للإنفاق ومنها: مساعدة المحتاجين والتضامن والتكافل الاجتماعي. فالمجتمع في أشد الحاجة لأوجه الإنفاق ومنفعة الإنفاق متعدية بينما العمرة منفعتها قاصرة على شخص واحد وهو المعتمر فقط.  واستشهد المفتي بما روى عن الحسن البصرى "أنه أمر أحد الصالحين بالمشى فى حاجة الناس فقال أنا معتكف فقال: أما تعلم أن مشيك فى حاجة أخيك خير لك من حجة بعد حجة؟".
 
 
يا من اشتقت إلى زيارة بيت الله الحرام ومقام إبراهيم الخليل أبي الأنبياء وزيارة الروضة الشريفة والسلام على رسول الله(ص)،  ومنعتك الظروف الحالية، أمام فرصة ذهبية لتحقيق أهم مقاصد الحج، وهي الإنفاق وقضاء حوائج الناس وسداد ديون الغارمات، وإطعام الفقراء ودعم الذين تأثروا اقتصاديا بسبب كوورنا من عمالة يومية وغيرها من وجوه الخير، فذلك خير وأبقى.
.... 
 
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة