أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

أمريكا التي لا تعرفها

الجمعة، 05 يونيو 2020 08:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الطريق إلى مقر مؤسسة "تمكينها" EmpowHer Institute  في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، كنت أتأمل من السيارة الأحياء الفقيرة للأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، حيث المتسولين والهوملس "المشردين" وبائعي السجائر الفرط والأصوات والموسيقى الصاخبة في الشوارع وكتابات الجرافيتي على الجدران والأسفلت، وكأني في أمريكا أخرى غير التي رأيتها بأم عيني وقطعت 20 ساعة سفر وترانزيت كي أصل إلي لوس أنجلوس مدينة هوليود ويونيفرسال ستديو، إنها مدينة أخرى غير التي  تجولت فيها مشيا على الأقدام في منطقة سانتا مونيكا الساحلية وشارع أريزونا وشاطئها وطيورها السحرية، التي تأتي لمداعبة الغرباء على الميناء، ومطاعمها وحياتها الليلية الأنيقة. المدينة واحدة والحياة بين السماء والأرض.

 

في مجتمع الأمريكيين السود تنشط مؤسسة أو معهد "تمكينها"، لتأهيل الفتيات المراهقات الحوامل من علاقات غير شرعية، والمتسربات من التعليم في المرحلة المتوسطة، بسبب الفقر والحرمان في الأسر ذات الدخل المنخفض، حيث تعمل على استعادة الثقة بأنفسهن وحثهم على مواصلة التعليم والاندماج في المجتمع من خلال مواجهة التنمر والاستقلال المالي.

  لم أصدق ما شرحته كيونا كيث مديرة "تمكينها"، وهي أمريكية من أصول إقريقية درست القانون في جامعة كاليفورنيا، عن نسبة الـ35% من حالات التسرب أي فتاة من بين كل ثلاثة فتيات، وهي نسبة خطيرة في المجتمع الأمريكي من ذوي الأصول الإفريقية، تجعلهن عرضة للتدخين وتعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية والمضايقات الجنسية والانضمام لعصابات السرقة، وشبكات الاتجار بالبشر، أي باختصار: قضاء نصف أعمارهن في سجون البالغين.

 

المشكلة كما تراها كيث تتلخص في غياب وحدات الإرشاد النفسي في المدارس الثانوية، فلا تجد الفتيات من يتحدث معهن ويناقشهن في مشاكلهن النفسية والاجتماعية ، بالإضافة إلى غياب التمويل الكافي لكي تتمكن تلك المجتمعات من العيش بأمان والتعليم الجيد.

لم أستطع أن أكمل الدونات بالشيكولاتة التي قدمتها لنا كيث مع القهوة، لما سمعته من قصص مؤثرة لمجتمعات الأمريكيين من ذوى الأصول الأفريقية، ضحايا الدخل المنخفض والتنمر والعنصرية، وظللت أفكر في الصورة النمطية التي وضعها كل شاب مصري وعربي عن الحلم الامريكي، في المساء وقبل النوم قرأت كتاب "أمريكا الضاحكة زمان" لأستاذ الصحافة الحديثة مصطف أمين وفيه يقول: "ثم اكتشف صاحبنا بعد أن توغل في أمريكا أن فيها الغزال وفيها القرد، فيها غصن البان وشجر الجميز".

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة