مع بلوغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عامه الـ74 اليوم عادت مسألة عمره وقدرته على الترشح لأربعة أعوام جديدة فى البيت الأبيض إلى الأذهان لاسيما بعدما ظهر وهو يواجه صعوبة مرة وهو يمشى وأخرى وهو يحاول حمل كوب من الماء ليشرب.
وحقيقة الأمر، لطالما كانت مسألة "عمر المرشح" قضية مهمة يتم وضعها فى الحسبان حتى أنه قبل الترشح يتم إلزام المتسابقين على الرئاسة على تقديم كشف بفحوصات طبية تثبت قدرتهم على تولى المهمة، مما يعنى أن جو بايدن، المرشح الديمقراطى فى دائرة الضوء كذلك خاصة وإنه أكبر من ترامب بـ3 أعوام.
وتقول صحيفة "ستريت تايمز" البريطانية إن التدقيق في صحة الرئيس دائمًا ما يكون شديدا ، وبدا ترامب بشكل عام قويًا بالنسبة لعمره. أظهرت نتائج روتين جسدي صدر في وقت مبكر من هذا الشهر أنه كان يعاني من زيادة الوزن - 110 كجم .
لكن ظهوره يوم السبت في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت بنيويورك أثار تساؤلات جديدة حول علامات واضحة على عدم الاستقرار ومشكلات التوازن ومشكلات في نطق كلمات معينة.
واعتبرت أن سخرية ترامب المستمرة من صحة خصمه الانتخابي المفترض ، الديمقراطي جو بايدن - البالغ من العمر 77 عاما - يمكن أن تؤثر مسألة اللياقة البدنية بشكل كبير في الحملة المقبلة.
وكان ترامب واجه أيضًا مشكلة يوم السبت في رفع كوب من الماء إلى شفتيه – حمله بصعوبة بيده اليمنى ثم رفع يده اليسرى على ما يبدو للمساعدة، كما كان أخطأ أكثر من مرة فى نطق أسماء مشاهير أمريكيين ، بما في ذلك أسماء جنرالات الجيش يوليسيس جرانت ودوجلاس ماك آرثر.
وأوضحت الصحيفة أن أداء ترامب فى ويست بوينت –عندما وجد صعوبة فى النزول على منحدر وصفه فيما يعد "بالطويل والزلق والحاد"- لم يكن المرة الأولى التي تكثر فيها التساؤلات حول صحة الرئيس ، خاصة من قبل منتقديه السياسيين ، الذين قالوا إنه ربما يكون يعانى من الخرف المبكر أو السكتة الدماغية البسيطة.
وفي أواخر الشهر الماضي ، بدا أن ترامب يواجه صعوبة في الوقوف ثابتا خلال مراسم وضع إكليل الزهور في مقبرة أرلينجتون الوطنية ، بالقرب من واشنطن ، على الرغم من أن بعض المعلقين قالوا إنه ربما كان يشعر بالضجر.
جاء هذا أيضًا في وقت قال فيه ترامب إنه كان يأخذ دواء هيدروكسي كلوروكوين ، وهو دواء يعتقد أنه يمكن أن يساعد في درء فيروس كورونا ، على الرغم من نقص الأدلة الطبية. تشمل الآثار الجانبية للدواء الدوخة والغثيان.
ومن ناحية أخرى، قال موقع "فوكس" الأمريكى تحت عنوان " كم يجب أن يكون عمر الرئيس؟ الأمريكيون يستعدون لانتخاب أكبر رئيس يخدم البلاد على الإطلاق. هل هذا مهم؟"، إن الأمريكيين انتخبوا قبل أربع سنوات ، أكبر رئيس للبلاد حتى الآن. وفي الخريف ، سيواجه ترامب البالغ من العمر 74 عامًا جو بايدن المرشح الديمقراطي البالغ من العمر 77 عامًا.
وأوضح الموقع أن عمر المرشحين الكبير أدى إلى مطالبة كثيرون بوضع تقييد لسن المرشحين فى المستقبل معتبرين أن ضغط الرئاسة ليس للمسنين.
ولكن مع زيادة العمر الافتراضى وتحسن الصحة بين كبار السن الأمريكيين ، يعتبر البعض أن وجود رئيس محنك على رأس السلطة لديه فوائده، بينما يرى خبراء وجود رئيس فى عمر صغير يجعله أكثر ميلا إلى التفكير بشكل أكثر وضوحًا في السياسات التي من شأنها أن تفيد الأجيال القادمة ، وكانوا أقل تقييدًا بالمعايير والتحيزات القديمة.
وأشار الموقع إلى أنه ليس من المستغرب أن يكافح المتنافسان الرئاسيان الحاليان - في السبعينيات من العمر - للتواصل مع الشباب الأمريكي. ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا يرفضون ترامب ، وفقًا لدراسة أجراها معهد هارفارد للسياسة والتي تتبعت مواقف الشباب عبر رئاسته.
ومن ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن بى سى نيوز" إنه رغم وصف ترامب الدائم لجو بايدن بـ"جو الناعس إلا أن طبيب نائب الرئيس السابق أكد عندما أصدر سجله الطبى فى وقت سابق من شهر يونيو الجاري أن الرجل البالغ من العمر 77 عامًا بصحة جيدة ولا يتباطأ في أي مكان.
أصدر الدكتور كيفين أوكونور من جامعة جورج واشنطن موجزًا طبيًا من ثلاث صفحات لصحة بايدن بناء على طلب مريضه ، وصف فيه بايدن بأنه "رجل سليم وقوي ، يبلغ من العمر 77 عامًا ، والذي يصلح لتنفيذ مهام الرئاسة بنجاح ."
