أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

حرائق بيروت من المارينز إلى غسان تويني

الخميس، 11 يونيو 2020 05:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد الدبلوماسية كما شاع عنها من قبل مهنة "الياقات المنشاة"، خاصة من يعملون في أوقات الحروب و الصراعات والعنف. وقد خاضت الدبلوماسية المصرية حروبا تفاوضية كبيرة. يواصل السفير صلاح ذكي في مذكراته التي رواها لي بعنوان عشت حرائق بيروت" كواليس الدور المصري في إنهاء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت 1982.وكيف كان يتلقي كل الزعامات وقيادات الطوائف اللبنانية والفصائل الفلسطينية مرارا وتكرارا بتكليف من وزير الخارجية وقتها الفريق كمال حسن علي. يقول ذكي فى الصباح كنت أجلس في مكتب الوزير إيلي سالم وزير الخارجية فيى حكومة شفيق الوزان وفي العصر عند رئيس الحكومة السابق صائب سلام وأما المساء في بيت وليد جنبلاط وهكذا يوميا.

كانت الجهود المصرية تسير مع جهود عربية ودولية أخرى ودخلت على الخط الولايات المتحدة ليس بالاتصالات الدبلوماسية فقط بل بإرسال المارينز.

يؤكد السفير صلاح زكى أن التجارب السابقة للولايات المتحدة كانت دافعا للرئيس الأمريكي رونالد ريجان الى إعلان إرسال وحدة من القوات الأمريكية الى الشرق الأوسط من أجل إحلال السلام. كما أرسل ريجان مبعوثه الخاص فيليب حبيب إلى لبنان ليعمل على التوصل لاتفاق بين الأطراف اللبنانية على خروج المسلحين الفلسطينيين من لبنان. والحقيقة- كما يقول ذكي أن النفوذ الأمريكى فى لبنان بدأ مبكرا بعد حرب السويس 1956 وانحسار النفوذ البريطانى والفرنسى. فقد أمر الرئيس الأمريكى وقتها داويت ايزنهاور 14 ألف من قوات المارينز بالنزول الى شواطئ لبنان بزعم المساعدة فى احتواء النزاع الطائفى بعد أن ساعدت على انتخاب فؤاد شهاب القائد العسكرى لرئاسة الجمهورية اللبنانية، إلا أن الهدف الحقيقي كان الحفاظ على المصالح الغربية في الشرق الأوسط.

 

وفى خريف 1982 بدأ تواجد المارينز فى بيروت يأخذ منحى إضافيا إلى جانب ما كان عليه اتفاق دعم الجيش اللبناني ، فقد نشطت الاتصالات الأمريكية اللبنانية والإسرائيلية من أجل التوصل الى اتفاق صلح بين لبنان وإسرائيل بمقتضاه تنسحب إسرائيل من لبنان.

وفى شهر فبراير 1983 بدأت المباحثات مع إسرائيل للتوصل لاتفاق حول الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من لبنان، يتبعه تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين.

وقام الرئيس أمين الجميل باستدعاء مندوب لبنان فى الأمم المتحدة فى ذلك الوقت، وصاحب جريدة النهار اللبنانية " غسان توينى"، وهو بالمناسبة رجل علم وثقافة وصحافة ودبلوماسية على أعلى مستوى، لكى يكون المنسق العام لأعمال اللجان المتخصصة للمباحثات مع إسرائيل. ولم يكن قد تم التوصل إلى توافق وطني لبناني حول المباحثات مع اسرائيل. فعقدت جولة مباحثات فى جنيف ثم فى لوزان جمعت الطوائف اللبنانية لبحث الصيغة النهائية للاتفاق مع اسرائيل إلى أن تم التوصل لصيغة ما يسمى باتفاق 17 أيار، واشترطت إسرائيل انسحاب سوريا الكلي، وفشل بناء على ذلك تنفيذ الاتفاق الى أن قررت إسرائيل الانسحاب الانفرادي من لبنان بعد تزايد أعمال المقاومة ضدها، وقد فشلت حكومة بيجن ووزير دفاعه شارون في تحقيق أهدافها من اجتياح بيروت.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة