أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

فى ذكرى الحرب العالمية.. كورونا يعيد إحياء معسكر "الحلفاء"

الأحد، 10 مايو 2020 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الجدل طغت على الاحتفال بالذكرى الـ75 للحرب العالمية الثانية، باستسلام ألمانيا النازية، وهزيمة المحور، أمام قوات الحلفاء، بقيادة الولايات المتحدة وروسيا، ربما كانت المخاوف الكبيرة جراء تفشى فيروس كورونا، أحد الأسباب الرئيسية ورائها، في إطار الحديث المتواتر عن مساهمته في فرض واقع جديد على المجتمع الدولى، عبر إرساء نظام دولى جديد، على غرار ما حدث في مرحلة "ما بعد الحرب العالمية الثانية"، والتي ساهمت في تغيير شكل التحالفات الدولية، وبالتالي تغيرت المقاعد، فصار الخصوم حلفاء، بينما أصبح الحلفاء خصوما.

المشهد بعد الحرب العالمية الثانية شهد تغيير جذريا، فلو نظرنا إلى القوتين الأبرز في المعسكر المنتصر، وهما أمريكا والاتحاد السوفيتى، نجدهما قد تحولا إلى الخصومة، في إطار الحرب الباردة، والتي استمرت لعقود طويلة من الزمن، بينما أصبح الخصوم، على غرار ألمانيا واليابان وإيطاليا وغيرهم، إلى أبرز حلفاء واشنطن، ومنهم استلهمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة شرعيتها لقيادة النظام الدولى لسنوات طويلة، حتى تمكنت أمريكا في التسعينات من القرن الماضى من الاستئثار منفردة بالهمنة على العالم، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتى.

يبدو أن ثمة تشابه في المرحلة الراهنة، بتلك التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، فالمشهد الدولى يتغير بصورة جذرية، في إطار ما يمكننا تسميته بـ"انقلاب" الخريطة الدولية، فموسكو لم تعد الخصم الأكبر لواشنطن، والتي حولت بدورها دفة الصراع نحو الصين، في إطار صراع تجارى أولا، ثم تفاقم بصورة أكبر بعد ذلك، بعد انتشار فيروس كورونا، والذى انطلق من الأراضى الصينية، وهو الأمر الذى استغلته إدارة ترامب لحشد العالم ضدها، عبر تصريحات تبدو عدائية إلى حد كبير، أطلقها كبار المسئولين الأمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي نفسه ووزير خارجيته، أبرزها وصف كورونا بـ"الفيروس الصينى".

التغيير ربما لا يقتصر على السياسات الأمريكية الراهنة، وإنما امتد إلى داخل أوروبا نفسها، عبر توجه عدة قوى أوروبية نحو التقارب مع روسيا، على رأسها فرنسا وبريطانيا، وهى الدول التي كانت شريكة في الانتصار التاريخى لقوات الحلفاء، بينما آثرت الدوران في فلك واشنطن بعد ذلك، حيث اتجهت مؤخرا إلى الشراكة مع موسكو مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بالتحالف مع واشنطن، رغم التخلي الأمريكي عنهم سواء أمنيا أو اقتصاديا أو سياسيا، في إطار السياسات الأمريكية التي أعطت الأولوية للداخل، على حساب حلفائها الأوروبيين.

وهنا يثور التساؤل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تتحرك في المرحلة الراهنة، نحو استعادة المعسكر المنتصر في الحرب العالمية الثانية، عبر استقطاب دوله، نحو العداء تجاه العدو الصينى، الطامح للقيام بدور أكبر على الساحة العالمية، ومزاحمة الهيمنة الأمريكية التي استمرت لما يقرب من 3 عقود من الزمان، في إطار الصراع الجديد الذى تتشكل ملامحه للسيطرة على النظام الدولى الجديد.

الإجابة على التساؤل لا تبدو سهلة في ظل علاقات قوية تجمع بين الصين وروسيا من جانب، وكذلك حاجة أوروبا إلى شركاء موثوقين، بالإضافة إلى انعدام ثقتهم في الجانب الأمريكي، بعد تخلى إدارة ترامب عنهم، إلا أن احتمالات العودة إلى تحالفات الحرب العالمية الثانية تبدو قائمة، في ظل مساعى واشنطن إلى تحويل دفة الصراع إلى الصين على حساب روسيا، والتي تعد بمثابة الخصم التاريخى للغرب.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة