أصبحت كونستانس فى ألمانيا وكروزلينجن فى سويسرا، مدينتين يفصل بينهما هذه الأيام شريط عشبى وحاجزان حدوديان بعدما أغلقت الدولتان حدودهما لإبطاء انتشار فيروس كورونا.
وفى متنزه على شاطئ بحيرة كونستانس اعتاد السكان على الجانبين الألمانى والسويسرى التحرك بحرية عبر خط غير مرئى يفصل بين الدولتين لكن كل شيء تغير. أصبح معظم الألمان لا يستطيعون الذهاب إلى سويسرا ومعظم السويسريين ممنوعين من دخول ألمانيا.
واليوم الأحد تشبث الأحبة والإخوة والأخوات والآباء وأطفالهم والأصدقاء القدامى بالحاجز المعدنى تحت أشعة الشمس الساطعة واقتربوا بما يكفى لقول "أحبك" لكن دون تلامس.
وقال جان-بيير فالتر وهو سويسرى قاد سيارته لمدة ساعة من زوريخ لرؤية رفيقته الألمانية مايا بوليتش "هذه فرصتنا الوحيدة للوقوف متقابلين، وجها لوجه. نستطيع على الأقل أن نتحدث معا"، وعلى مدى أسابيع تبادلا الاتصالات الهاتفية أو تحدثا عبر خاصية فيس تايم لكن الألياف الضوئية ليست بديلا عن اللحم والدم.
وقالت بوليتش التى قادت السيارة لمدة ساعتين ونصف الساعة قادمة من ناحية هايدلبرج "عند نقطة ما، تحتاج إلى رؤية الآخر وجها لوجه. هذا وضع صعب لكن أعلم أنه سيتغير يوما ما".
وأصبحت المنطقة خالية بسبب فيروس كورونا وتشمل طريقا مسيجا بالأسلاك الشائكة كان يفصل سويسرا وألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وتمت إزالته قبل زمن طويل.
وأصبح الحاجزان نقطة التقاء لأشخاص فرق بينهم الوباء ورمزا لعرقلة تنقل الأوروبيين بحرية إلى حيث يشاءون. وسويسرا ليست عضوا فى الاتحاد الأوروبى لكن هناك اتفاقات تسمح للسويسريين ومواطنى التكتل الأوروبى بالسفر دون قيود تذكر فى الأوقات العادية.
وأودى فيروس كورونا بحياة 559 شخصا وأصيب به 21100 شخص فى سويسرا بينما بلغت حصيلة الوفيات فى ألمانيا 1342 وحالات الإصابة نحو 92 ألفا. وكبحت الحكومتان حركة المرور عبر الحدود.
وحاليا لا يستطيع العبور ذهابا وإيابا سوى من يعملون فى أراضى الدولة الأخرى من الألمان والسويسريين أما بالنسبة للآخرين فالأمر محظور، وأقيم الحاجز فى منتصف مارس من طبقة واحدة.
