أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود دياب

هاربون من أرض الأحلام

الجمعة، 10 أبريل 2020 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علي مر العقود السابقة كانت امريكا والدول الاوروبية هي الحلم الذي يرواد اي شاب ان يرتحل اليها ويعمل ويستقر فيها لينعم بالمعيشة الرغدة ويتمتع بافضل الخدمات ويمارس الحرية في كافة صورها واكتناز الثروة ودائما كان حديث معظم الشباب في فترة الدراسة بالجامعة عامة لا يخلوا من فكرة الهجرة خارج مصر عقب الانتهاء من المرحلة الجامعية واداء الخدمة العسكرية لو كان عليه اداء الخدمة وهناك من هؤلاء الشباب الجامعي الذي سافر الي احدي الدول الاوروبية في اجازة الصيف للعمل بها وكثيرون عادوا مع بدء الدراسة والبعض منهم من فضل المكوث في الدولة الاوروبية وترك الدراسة الجامعية والقليل منهم من نجح في تحقيق اهدافه 
 
وهؤلاء الشباب كان من دوافعهم القوية للسفر خارج مصر هو البحث عن فرص العمل المميزة وتحسين ظروف معيشتهم والرحيل عن وطنهم لظروفها الاقتصادية غير الملائمة لهم ونسوا ان اهم ما يوفر لهم وطنهم هو الامان وهو لايقدر بمال وانه مهما كان حالهم فهم مواطنين من الدرجة الاولي في بلدهم عكس ما يشعرون به انهم مواطنين من الدرجة الثانية في اي دولة اوروبية مهما نجحوا وهذا ما سمعته باذني من احد المصريين الذي تقابلت معه في احدي سفرياتي لدولة سويسرا والذي قال لي نصا انه بالرغم انه ناجح في هذه الدولة ومتزوج ومستقر منذ اكثر من 35 عام الا انه مازال يتعامل انه مواطن من الدرجة الثانية 
 
وسبحان مغير الاحوال الذي يغير ولا يتغير وجاءت ازمة مرض فيروس كورونا العالمية والذي انتشر كالنار في الهشيم في امريكا ومعظم الدول الاوروبية واوقع الكثير من الوفيات والمصابين ومازل يحصد الارواح ولا يعلم الا الله متي ينحصر هذا المرض عن دول العالم ويختفي او يتم اختراع مصل للوقاية منه او علاج له وكانت مصر ولله الحمد من الدول الاقل تضررا منه بسبب عناية الله والاجراءات التي اتخذتها القيادة الساسية وهنا فوجئنا بان المصريين الذين يمكثون في امريكا ودول اوروبا يهرعون الي وطنهم مصر ويناشدون المسئولين المصريين عبر وسائل الاعلام لتيسير وصولهم الي بلدهم تاركين ورائهم كل شئ وهاربين من الجنة التي كانت في يوم من الايام حلم حياتهم ومع ذلك لم تتخلي عنهم مصر في خوفهم ورعبهم ومدت يد العون لهم كما تخلوا عنها وتركوها في يوم من الايام لانها مصر ام الدنيا لاتتخلي عن ابنائها









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة