باتت واشنطن وبكين على موعد مع أزمة دبلوماسية، تجدد الخلافات بين البلدين والتي هدأت قليلا بعد الاتفاق التجاري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شى جين بينك، والسبب هذه المرة هو اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية على التواجد الإعلامى الصينى داخل البلاد، وفرض قيود للحد من هذا التواجد.
وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن وزارة الخارجية ستفرض قوانين جديدة على عدد من المواطنين الصينيين العاملين فى خمس هيئات إعلامية تم إعادة تصنيفها لتصبح بمثابة هيئات أجنبية، شأنها فى ذلك شأن الهيئات الدبلوماسية.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان إن القانون الجديد يحد من عدد الموظفين الصينين المسموح لهم بالعمل فى الولايات المتحدة، قائلا إن الحكومة الأمريكية اتخذت هذا الإجراء لوضع حد أقصى لعدد العاملين بالمؤسسات الإعلامية الخمس التى تخضع لسيطرة الحكومة الصينية.
وأضاف بومبيو: "نأمل فى أن يحفز هذا الإجراء بكين على تبنى مقاربة أكثر عدالة ومتبادلة مع الصحافة الأمريكية والأجنبية في الصين".
وكشف مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين بأن الكيانات الخمس توظف ما يقرب من 160 مواطنا صينيا وأن الحد الأقصى سيكون 100 موظف فقط، مشيراً إلى أن المواطنين الصينيين العاملين فى المؤسسات الإعلامية الأخرى فى الولايات المتحدة لا يتأثرون بالحد الأقصى.
وفقا للمسؤولين، فإن أربعة كيانات صينية فقط من الكيانات الخمسة ستتأثر بالحد الأقصى في الوقت الحالى وقال مسؤول آخر إن إذاعة الصين الدولية لن يُسمح لها إلا بتوظيف اثنين من الرعايا الصينيين، وسيسمح لشركة تشاينا ديلي بتسعة أفراد، وسيسمح لشبكة التلفزيون العالمية فى الصين بـ 30 شخصًا، وسيسمح لشينخوا بـ 59 موظفا.
ووفقا للمسئولين سيتم تفعيل القانون من 13 مارس الجارى ويتعين على المؤسسات الصينية توفير أسماء الموظفين لوزارة الخارجية بحلول 6 مارس ولم تقدم الوزارة إجابات واضحة على أسئلة حول التأشيرات والقدرة على البقاء فى الولايات المتحدة للموظفين الذين سيتم إقالتهم من وطائفهم.
وعلى الجانب الآخر صرح سفير الصين لدى الأمم المتحدة جون تشانج أنه لا يعتقد أن الإجراءات مناسبة، قائلا: "هذه دولة تدافع عن حرية التعبير.. وهذه دولة من المفترض أن تقدم الدعم الكامل لعمل المراسلين وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات بين الصين والولايات المتحدة، لا أعتقد أنه من المناسب للولايات المتحدة أن تتخذ خطوات للتدخل فى عمل الصحفيين القادمين من الصين ".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستبدأ في التعامل مع خمس شركات إعلامية صينية كبرى على أنها امتدادات لحكومة بكين، وتطالبها بالامتثال للقواعد التى تحكم السفارات والقنصليات الأجنبية وبعد أقل من يوم، أعلنت الحكومة الصينية أنها ستطرد ثلاثة من مراسلي وول ستريت جورنال.
