ما الدروس المستفادة من طاعون أثينا لمواجهة كورونا؟ اعرف الحكاية

الإثنين، 23 مارس 2020 09:30 م
ما الدروس المستفادة من طاعون أثينا لمواجهة كورونا؟ اعرف الحكاية طاعون اثينا
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يركز كورونا على عقولنا، ويجعلنا نفكر أن الوجود البشرى بات مهددا فى مواجهة مرض قاتل،  أصبحت كلمات مثل "وباء" و "جائحة"  وذعر"، جزءًا من خطابنا اليومى، ولكن إذا نظرنا إلى الوراء عبر التاريخ  فيمكننا رسم العديد من أوجه التشابه بين كورونا وبين الأوبئة التاريخية على مر التاريخ لنأخذ طاعون أثينا على سبيل المثال، ما هي الدروس المستفادة منه والتى يمكننا تعلمها؟

أصول يونانية قديمة

كلمات البوئاية والجائحة هى يونانية الأصل، وتشير إلى أن الأغريق فى العصر القديمة فكروا كثيرا فى المرض بمعناه الطبى البحت وككناية عن السلوك الأوسع للشئون الإنسانية، ما أطلق عليه الأغريق سمات "الطاعون"، وعرف عن أبول بأنه إله الطاعون المدمر والمعالج - وهو يعاقب جميع اليونانيين بإرسال وباء بينهم. أبولو هو أيضًا إله الرماة ، وقد تم تصويره بإطلاق سهام على الجيش اليونانى، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins..

Plague-of-Athens
Plague-of-Athens

طاعون اثينا والروايات

بعد حوالى 270 عام من الإلياذة أو ما يقرب من ذلك، يعد الطاعون محوراً لعملين كلاسيكيين رائعين هما سوفوكليس أوديب ملكا ، تاريخ ثوسيديديس للحرب البيلوبونيسية.

كان ثيوسيديديس( 460-400 قبل الميلاد) و سوفوكليس (490-406 قبل الميلاد) يعرفان بعضهما البعض فى أثينا، وتم إنتاج عملين المذكورين أعلاه في نفس الوقت تقريبًا. ربما تم إنتاج مسرحية أوديب حوالي 429 قبل الميلاد ، وحدث طاعون أثينا في 430-426 قبل الميلاد.

ركز ثيوسيديديس على الحرب البيلوبونيسية التي خاضت بين أثينا وإسبرطة ، وحلفائهم ، بين 431 و 404 قبل الميلاد، ووصف الطاعون الذي ضرب أثينا عام 430 قبل الميلاد هو أحد المقاطع العظيمة للأدب اليونانى، وهوأحد الأشياء الرائعة حوله مدى تركيزه على الاستجابة الاجتماعية العامة للوباء، سواء لـ أولئك الذين ماتوا منه أوالذين نجوا.

الأزمة الصحية


يتتبع وصف الطاعون على الفور من رواية ثيوسيديدريس، حيث قال إن "بريكلز" رجل الدول اليونانى البارز مات بسبب الطاعون عام 429 قبل الميلاد.

يقدم ثيوسيديدريس، سردًا عامًا للمراحل المبكرة من الطاعون - مع وجود أصوله المحتملة في شمال أفريقيا ، وانتشاره فى المناطق الأوسع في أثينا ، وصراعات الأطباء للتعامل معها ، ومعدل الوفيات المرتفع للأطباء أنفسهم.

ولا شيء يبدو أنه يخفف من حدة الأزمة - ليست المعرفة الطبية أو أشكال التعلم الأخرى ، ولا حتى الصلوات، ونهاية المطاف تمكن الطاعون من الناس لأنهم لم يعطوا اى اهتمام للمرض الوبائى.

الأعراض المميتة


يصف الأعراض بشيء من التفصيل - الشعور  المصابين بحرارة عالية فى الجسد وآلام المعدة والقيء ، والرغبة في أن تكون عارية تمامًا دون أي أغطية على الجسد،وعدم القدرة على النوم والأرق المستمر.

المرحلة التالية، بعد سبعة أو ثمانية أيام من انتشار الوباء فى الجسد يصيب الأعضاء التناسلية وأصابع القدم حتى أن بعض الناس أصيبوا بالعمى، الكلمات تفشل حقا عندما يحاول المرء إعطاء صورة عامة عن هذا المرض.

أن أفظع شيء مما أن يصف، هو اليأس الذي سقط فيه الناس عندما أدركوا أنهم قد أصيبوا بالطاعون، لأنهم سيتبنون على الفور موقف اليأس المطلق ومن خلال الاستسلام بهذه الطريقة  سيفقدون سلطاتهم فى المقاومة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة