أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

علاج كورونا وخطورة الحديث عنه

الأربعاء، 18 مارس 2020 11:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكلام عن علاجات جديدة لفيروس كورونا المستجد ماهو إلا اجتهادات من شركات الأدوية، التي قطعا تبحث عن جنى مكاسب مادية وتسويقية، بل سياسية، فالشركة التى ستنجح فى تصنيع الدواء ستعطى قوة هائلة للدولة التي تنتمى لها، سواء كانت فرنسا أو ألمانيا أو أمريكا أو أى دولة فى العالم، إلا أن ما يثار الآن عن العلاج ببعض أدوية الملاريا أو الأنفلونزا ماهو إلا اجتهادات، لا يمكن تعميمها أو تطبيقها بشكل قاطع فى كل الحالات، فالأدوية الآمنة تحتاج إلى فترات اختبار ومتابعة.

الخطورة في حديث وسائل الإعلام عن علاجات وأدوية جديدة لفيروس كورونا المستجد أن يتم استغلال هذه الأدوية بصورة خاطئة سواء من الأطباء أو الجماهير، فقد يتم وصف تلك الأدوية دون دراية، أو يتم تعامل الناس معها باعتبارها المنقذ ويبدأوا فى سحبها من الصيدليات كما فعلوا مع السلع الغذائية، وهذا أكثر خطورة وأشد كارثية، فالسلع الغذائية استخدامها معروف ومعلوم، بينما الدواء يتم وصفه بجرعات محددة ولحالات بعينها، وإذا تم الإسراف فى تناوله قد يكون كارثة تقود صاحبها إلى الهلاك الحتمى.

المواثيق الإعلامية وضوابط العمل الصحفى تمنع الترويج للأدوية الجديدة انطلاقا من أن الدواء ليس مجرد سلعة يمكن للمواطن الحصول عليها بمجرد الوصول إلى الصيدلية أو مكان صرف الدواء، لكنه فى الأصل مركب كيميائى يخضع لعشرات المعايير والبروتوكولات الفنية، ولا يمكن أن ننصح الجماهير باستعمال دواء دون مراجعة الأطباء، حتى لو كان هذا الدواء يعالج الصداع أو نزلات البرد، فما يصلح مع المريض العادى الذى يعانى من الانفلونزا، لا يصلح مع مريض الضغط الذى يعانى من الأنفلونزا، فلكل حالة بروتوكول معين فى العلاج، بل مرض الضغط نفسه يوجد له عدد كبير من العلاجات التى تعمل بصورة مختلفة، وقد يزيد عددها عن 40 نوعا.

كورونا فيروس ليس له علاج حتى الآن، وهذا لا يعود لتخلف العلم أو تراجع مستويات البحث، بل أساسه أن العالم يبحث فى اتجاه العلاج الآمن المختبر المجرب الفعال، فلا يمكن أن يتم تقديم علاج لا نعرف نتائجه أو أعراضه الجانبية وتأثيره على الصحة العامة وعلاقته بالأمراض المزمنة المختلفة، وهذا ما يجعل اختبار علاج أو دواء لفيروس كورونا أمر معقد ويحتاج إلى تجربة وبحث، فالأمور لا تسير دائما على طريقة الأفلام الأمريكية، التى تصور أن لكل مرض مصل، بل أعقد من ذلك بكثير وتخضع لإجراءات فنية متخصصة، لذلك علينا الانتظار حتى يتمكن العلم من إتاحة الدواء المناسب للفيروس الجديد.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة