أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

"جنون" أردوغان.. الكرة فى ملعب الجيش التركى

الأحد، 01 مارس 2020 10:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مقتل الجنود الأتراك فى سوريا يمثل نقطة فاصلة مهمة فى مستقبل أنقرة السياسى، خاصة وأنه يمثل انعكاسا صريحا لخطورة المقامرات التى يخوضها الديكتاتور رجب طيب أردوغان، والتى دفعت نحو خسائر اقتصادية مهولة، بالإضافة إلى التضحية الصريحة بالجيش التركى عبر دفعه نحو معارك كبيرة أمام قوى دولية كبيرة، لها من الإمكانات العسكرية ما يمكنها من سحق أى عدوان من أنقرة على الأراضى السورية، وذلك لتحقيق طموحات شخصية تتعلق بـ"وهم" إحياء "السلطنة"، التى يربو لها الرجل منذ اندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربى".

ولعل انزلاق الجيش التركى في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، يعد بمثابة "انتحار" صريح للمؤسسة العسكرية التركية، التي طالما لعبت دور "رمانة الميزان" في الحياة السياسية التركية لعقود طويلة من الزمن، منذ إعلان علمانيتها، على يد مصطفى كمال أتاتورك في العشرينات من القرن الماضى، خاصة وأن مثل هذه المقامرات الصبيانية التي يخوضها الديكتاتور العثمانى المزعوم أصبحت تقوم على انزلاق الجيش التركى مباشرة، في الصراعات الإقليمية، وذلك بعدما فشلت محاولاته السابقة التي قامت على اعتماد الميليشيات الإرهابية المسلحة، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى، لتحقيق الأهداف التركية، وذلك بعد الهزائم المتتالية التي لاحقتها في العراق وسوريا، ليصبح الاعتماد على الجيش هو الوسيلة الأخيرة لأردوغان.

الهجوم الذى شنته القوات السورية، والذى أفضى إلى مقتل 34 جنديا تركيا في مدينة إدلب السورية، يعد جرس إنذار مهم، ليس للرئاسة التركية، والتي فقدت اتزانها إلى الحد الذى يعيقها عن تقييم الأمور بشكل صحيح، وإنما للمؤسسة العسكرية، والتي لابد أن تضع في اعتبارها الكثير من الأبعاد لتقييم الوضع الراهن، لا تقتصر على طبيعة المواجهات التي ستخوضها في مستنقعات الصراعات الإقليمية في ظل تداخل قوى دولية وإقليمية، وإنما تمتد إلى موقف الجنود الأتراك أنفسهم، والذين أصبحوا يرون أن دولتهم تقدمهم كـ"قربان" لتحقيق أحلام "الخليفة" المزعوم.

أردوغان في نظر جنوده لا يعدو أكثر من مجنون يضحى بجيشه، في الوقت الذى تتخذ فيه دولا أخرى، تبقى في صدارة المشهد الدولى، قرارات من شأنها النأى بجيوشها بعيدا عن الصراعات، رغم ما تملكه من إمكانات كبيرة، على غرار الولايات المتحدة، والتي قررت الانسحاب من المستنقع السورى، قبل عدة أشهر، وفى طريقها للخروج من أفغانستان، في ظل استعدادات أمريكية للتوقيع على اتفاق تاريخى مع حركة طالبان، يمهد لواشنطن الخروج العسكرى من كابول بعد سنوات من المعاناة، بسبب معارك خاضها الجنود الأمريكيين فى مواجهة الميليشيات هناك.

الغضب الكبير لدى الجندى التركى من سياسات أردوغان ليس وليد اللحظة، فهو نتيجة لتراكمات عدة، بدأت منذ المزاعم التي دارت حول محاولة الإطاحة بالديكتاتور في 2016، وما أعقب ذلك من خطوات تصعيدية من الدولة تجاه قيادات الجيش، سواء بالاعتقال أو الإحالة للتقاعد، باختلاق اتهامات دارت بين الخيانة أو الموالاة للمعارض البارز فتح الله جولن، وغيرها من الإدعاءات التي كانت تهدف في الأساس إلى الإطاحة بأى صوت معارض داخل المؤسسة العسكرية والتنكيل بها.

وهنا يبقى التساؤل حول ما إذا كان الجيش التركى بحاجة إلى قرار من شأنه احتواء غضب محتمل بين الجنود الأتراك في المرحلة الحالية، بعد الصفعة التي تلقوها في سوريا مؤخرا، خاصة مع غياب الحلفاء وابتعادهم التام عن المشهد السورى، وعدم رغبتهم في الانغماس في الصراع، وعلى رأسهم حلف الناتو، ليصبح الجندى التركى بمفرده في مواجهة القوى الدولية الكبرى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة