أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

"سرك مش فى بير".. المجرم أقرب شخص إليك

الإثنين، 03 فبراير 2020 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعض المصريين ـ بطبيعتهم ـ يعشقون "الفضفضة"، يجدون راحة نفسية فى التحدث لآخرين، عما يجول بخاطرهم، سواء من مشاعر سعيدة أو حزينة، يبوحون بمعظم تفاصيل حياتهم لغيرهم عندما يشعرون بجزء من الثقة فى شخص ما.

وربما لا يدرى الشخص وهو يبوح بتفاصيل عن حياته اليومية، أنه يسلم نفسه لغيره، ليقع فى مرمى شروره، فكم من شخص تحدث عن تفاصيل خاصة لغيره، واكتشف بعدها استغلاله لهذه التفاصيل وارتكاب الجرائم بها.

ما أقوله لك هنا ليس حديثاً يفترى، ولا فتوناً فى الكلام، وإنما هى وقائع حقيقية سطرتها محاضر الشرطة، كان آخرها اختطاف مواطن لطفل جاره فى مدينة بدر بالقاهرة، حيث ضرب المتهم بعشرة العمر و"العيش والملح" عرض الحائط واختطف ابن جاره بحثاً عن المال.

والد الطفل تحدث فى ساعة صفاء لجاره عن امتلاكه لمبلغ 50 ألف جنيه، ورغبته فى استثماره، فاستغل الجار المتعثر مادياً هذه المعلومات وقرر اختطاف ابن جاره ومساومته بالمال، بعدما استعان بسيدة واختطفا الطفل وتحركت به المتهمة لشقة فى الزقازيق لاحتجازه بها، ثم بدأت عملية المساومة بالمال، وتسليم الطفل فى مسجد بالقاهرة، إلا أن الشرطة كانت ترصد وتتابع وتدقق، حتى نجحت فى الإيقاع بالمتهمين وتحرير الطفل المختطف.

لم تك هذه الجريمة هى الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، طالما نتحدث دون "كنترول" مع غيرنا عن أدق التفاصيل، فقد سبقها جريمة قتل شاب لجاره المسن، بعدما تحدث معه عن امتلاكه مبلغاً من المال بالشقة، وبعد احتساء كوبين من الشاى كانت الجريمة حاضرة.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما يوجد أشخاص لا يعرفون السيطرة على ألسنتهم، يتحدثون لغيرهم عن كل شىء، حتى لو كانت العلاقة الحميمة بين الشخص وزوجته، واستعراض تفاصيل الزوجية وعلامات بجسدها، ليكتشف بعدها تلقيه رسائل من شخص يزعم وجود علاقة بينه وزوجته، مستشهداً بتفاصيل فى جسد الزوجة، وبعد تدقيق وفحص يكتشف الزوج أن صديقه وراء الرسائل مستغلاً المعلومات التى حصل عليها منه شخصياً.

عظيم أن نستريح لشخص، نطمئن له، ونتحدث إليه، نبوح له بمشاكلنا، ونلقى بهمومنا بين يديه، خاصة هؤلاء الأشخاص الذين يحولون الألم لأمل، لكن يجب الحذر فيما نتحدث، وانتقاء من نتحدث إليه، وعدم هتك حياتنا الخاصة بصورة عشوائية، حتى لا نجد أنفسنا مقتولين أو مخطوفين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة