أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

في "وداع" مبارك.. الدولة المصرية تواصل نهجها الراقى

الأربعاء، 26 فبراير 2020 08:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الرقى الإنسانى اتسم به النهج الذى تبنته الدولة المصرية في التعامل مع وفاة الرئيس الراحل حسنى مبارك، يمثل انعكاسا صريحا للمبادئ التي وضعتها الحكومة على عاتقها في السنوات الأخيرة، في إطار عدم تجاهل أبناء مصر الذين طالما عملوا على خدمتها، وربما ضحوا بالكثير من أجل أمنها واستقرارها، ليصبح تكريم مبارك يوم وفاته، عبر إعلان الحداد، وتنظيم جنازة عسكرية تليق بتاريخه العسكرى، بمثابة حلقة جديدة من مسلسل "الوفاء" الذى تكرر كثيرا في العديد من المناسبات، عبر تكريم أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين يقدمون حياتهم كل يوم لحماية هذا الوطن ومواطنيه.

مبارك، وإن اختلفنا معه سياسيا، يبقى ثوبه العسكرى ناصع البياض، فهو بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وشارك في العديد من الحروب التي خاضتها مصر، بل أن دوره في حماية التراب الوطنى امتد من ميادين القتال إلى الدبلوماسية، عندما نجح في استعادة طابا، لتعود سيناء كلها إلى السيادة المصرية، ليستعيد بعد ذلك زمام القيادة في المنطقة العربية، بعد سنوات المقاطعة التي تلت التوقيع على معاهدة السلام، بعدما أدرك الجميع أنها جاءت من منطلق القوة، وليس من منطلق الضعف.

ولعل الحديث عن إنجازات الرئيس الراحل ربما لا يغفل وجود سقطات قد تصل إلى حد "الخطايا"، خاصة في سنواته الأخيرة، ولكن تبقى أخطائه هي الأخرى بمثابة دروسا، نستلهمها يوما بعد يوم، لإعادة الدولة المصرية إلى الطريق الصحيح، على جميع الأصعدة، سواء السياسية أو الاقتصادية، هو ما تحقق على نحو واسع، في الإصلاح التي قامت بها الحكومة منذ عام 2014، الذى بدأ يؤتى ثماره على جميع الأصعدة، فمصر عادت إلى أحضان إفريقيا بعد سنوات من التجاهل، واستعادت جزءا كبيرا من معدلات النمو الاقتصادى، وذلك بالتزامن مع نجاحاتها في استعادة الأمن والاستقرار بعد سنوات من الفوضى.

الدولة المصرية تعاملت مع الرئيس الراحل باعتباره فصلا مهما من تاريخ الوطن، سواء كأحد قادة القوات المسلحة، أو باعتباره رئيسا حكم البلاد لمدة 30 عاما، ساهم خلالها في الحياة المصرية سلبا وإيجابا، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا لإدراك القيادة لأهمية التاريخ، والذى يفتح كتبه يوما بعد يوم ليرصد تاريخ من حكموها منذ ألاف السنوات، منذ عهد مينا موحد القطرين قبل ألاف السنوات، مرورا بعصر الأسرات، وحتى عهد محمد على وأسرته، وانتهاءً بعصر الجمهورية بعد عام 1952، وهم القادة الذين لم يخلو تاريخهم من أمجاد ساهمت في بناء حضارة عظيمة، ولكنهم ارتكبوا، في الوقت نفسه، أخطاءً لا يمكن إغفالها.

تكريم مبارك بعد وفاته هو احترام للتاريخ.. تاريخ عسكرى لقائد مهم بالقوات المسلحة المصرية لعب دورا عظيما في حرب العزة والكرامة، وما قبلها، وتاريخ سياسى "له ما له وعليه ما عليه"، لتتفادى الدولة المصرية فخ "التشويه" الذى طالما نصبه خصومها بحق أحد قيادات جيشها، والسعى نحو تجاهل إنجازاته العسكرية، ودوره المؤثر في تحرير الأراضى المصرية، حتى ينالوا من معنويات أبناء قواتنا المسلحة الذين يضحون بأرواحهم من أجل حماية وطنهم.

 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة