أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

كيف يمكن مواجهة الموجة الثانية من كورونا بلا خوف أو استهانة؟

الأحد، 27 ديسمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ بدأت أزمة فيروس كورونا، وفى ظل مواقع التواصل والأخبار، لا يمكن إيقاف عمليات البث المتوالية حول الفيروس، وأيضا حول كل ما يتعلق به، هناك متابعة شاملة من كل سكان العالم لأرقام الإصابات والوفيات، وهى بالفعل متاحة على مواقع المنظمات الدولية، وهى ارقام تتعلق بما يتم تسجيله من إصابات بالفعل، لكن فوق هذا هناك نمط من المتابعة لا يهدف إلى التوعية بخطورة الفيروس، بقدر ما يهدف إلى اختلاق تحليلات غير صحيحة، تضاعف من مخاوف الناس أو تهون من هذه المخاوف، ومن البداية بدا أن أفضل الطرق هو عدم التهوين أو التهويل، والاعتماد على الحقيقة فيما يتعلق بعدد الإصابات أو الوفيات، حتى يمكن للمجتمع أن يعرف حجم ما يحيط به. 
 
نقول هذا بمناسبة إظهار البعض أنهم فوجئوا من الأرقام المرتفعة لإصابات كورونا، طبقا لبيانات وزارة الصحة، فقد ظهرت قبل شهر تقريبا مؤشرات على أن الإصابات فى ارتفاع، وأن الموجة الثانية من الفيروس أشد وأسرع انتشارا، بما لايقارن بالموجة الأولى، فقد سبقتنا دول أوروبا إلى هذه الحالة منذ أسابيع، وتم الإعلان عن إغلاق كامل فى بعض المدن الأوروبية وتوقف السفر ومنع الحركة إلا للضرورة. وهى إجراءات تقترب مما تم أثناء الموجة الأولى. 
 
وبالتالى لا يمكن الزعم بأن الأمر ليست له مقدمات، ثم إن ارتفاع الإصابات يجعل هناك حالات تنعزل فى المنزل ولا يتم حسابها ضمن الإرقام اليومية، الآن هناك عائلات بكاملها، ومناطق ودوائر تظهر فيها الإصابات، وعليه فإن إعلان الأرقام الحقيقية لا يعنى الإفزاع بقدر ما يعنى أهمية أن يلتزم الجميع بالإجراءات الاحترازية والكمامات، وأن يبتعدوا عن التجمعات أو التزاحم حتى تمر الذروة، لأن الاستهانة تضاعف من الإصابات، وتخصم من الأسرة فى المستشفيات للحالات الخطيرة، وهناك أماكن حسب ما هو معلن فى المستشفيات المخصصة للعزل أو الحميات، لكن هناك أيضا سلوكيات سيئة من بعض المستشفيات الخاصة، أو المعامل التى تتعامل مع الأزمة باعتبارها فرصة للكسب، وهو سلوك خطر يفترض التصدى له بحسم، ولو حتى بفرض رقابة مباشرة على هذه المنشآت، تتطلبها حالة طوارئ. 
 
المطلوب أيضا أن تصدر بيانات طمأنة للمواطنين بتوافر الدواء بشكل سهل، من خلال منافذ محددة تصرفه بناء على روشتة الطبيب بالنسبة للحالات البسيطة والمتوسطة التى تنعزل بالمنازل، وأن تتضاعف خطوط الاتصال بالجهات الطبية، مثلما جرى فى الموجة الأولى، مع فرض إجراءات حاسمة فيما يتعلق بمحاسبة غير الملتزمين بارتداء الكمامات، أو من يخالفون إجراءات التباعد فى المطاعم والمقاهى. 
 
الإصابات مرتفعة، وبعضها يتم عزله فى المنزل ويشفى بالعلاج، والبعض يحتاج إلى مستشفى ورعاية، وهى الحالات الخطرة، وفى حالة إلزام المنشآت الطبية باستقبال وعلاج من هم بحاجة لذلك، يمكن تجاوز المرحلة الصعبة التى نمر بها، ويمر بها العالم، انتظارا لتوفير لقاحات تكفى الجميع. 
 
وهناك مساع بالفعل لتوفير اللقاحات خلال شهور، أكثر من لقاح تم إنتاجه، وتجريبه، مثل فايزر وموديرنا وسترازينما والصينى والروسى، وكلها تقلل من الأعراض الخطرة إن لم تمنع الإصابة، وهى نتائج مشتركة تقريبا بين كل اللقاحات، والفرق أن بعضها خضع لمراحل أكثر من التجارب السريرية، والفرق أيضا فى تقنية إنتاج اللقاحات، بين طرق تقليدية وأخرى أحدث، لكنها جميعها حصلت على تصريح استخدام الطوارئ، وهو كلام الأطباء فى أكثر من دولة، ومنظمة صحية، وحتى يمكن مواجهة الارتفاع فى الإصابات، يفترض التعامل بجدية من دون تهوين أو تهويل، لأن ثمن نشر الرعب، لا يقل عن ثمن الاستهانة والتهوين، من خطر كبير.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة