دائمًا ما يرتبط لقب "زوج الأم" فى الأذهان بمشاعر القسوة والعنف والتعذيب، وهى الصورة التى رسختها بعض الحوادث أو الأعمال الفنية، والكثير من الشخصيات التى نراها أو نسمع عنها فى الواقع، ولكن يبقى دائمًا الخير والحنان والاحتواء والعديد من الصفات الطيبة فى كثير من الناس، فلا يتغيرون ولا يبدلون هذه الصفات حتى وإن أصبح أى منهم يومًا زوج أم بحكم الظروف.
وهناك عدد من نجوم الفن وضعتهم الظروف الاجتماعية فى موقع زوج الأم، فأعطى كل منهم نموذجًا حيًا للإنسانية بكل معانيها التى لا يغيرها أى ظرف أو موقع يوضع فيه الإنسان، وكانوا خير مثال لتحطيم بعبع زوج الأم والصورة التقليدية الراسخة عنه فى الأذهان، وقدموا صورة مثالية لمن يعوض أبناء زوجته عن حنان وعطف الأب.
ومن بين هؤلاء النجوم الفنان الكبير الرحل حسن حسنى الذى كثيرًا ما أدى شخصة الأب فى أعماله، وكان بالفعل أبًا لجيل كامل من الكوميديانات ساعدهم فى بداية مشوارهم وكان سندًا لهم حتى صعدوا سلم النجومية ومن أشهرهم: محمد هنيدى، ورامز جلال، وهانى رمزى، وعلاء ولى الدين، وأحمد حلمى ، وكرم عبدالعزيز ، محمد سعد وغيرهم.
حسن حسنى فى حفل زفاف ابنة زوجته إنجى أشرف فهمى
وكما كان حسن حسنى نعم الأب لهؤلاء النجوم كان فى حياته نعم الأب لأبناء زوجته ماجدة حميدة من زوجها السابق المخرج أشرف فهمى، مطفى وإنجى فهمى اللذان تربيا فى بيته وبن أبنائه، من طفولتهما وحتى تزوجا، وظهر الفنان حسن حسنى كأب فى فرح إنجى ابنة زوجته، وكانت له مواقف فارقة فى حياتهما.
وقال مصطفى فهمى نجل أرملة الفنان حسن حسني، فى تصريح له عن الفنان حسن حسنى: "اتشرفت من وأنا عندي 10 سنين وشاءت الظروف الحلوة أن يكون الفنان حسن حسني، والدي الروحي اللي رباني، ويكون والدي الفعلي المخرج الراحل أشرف فهمي، وهما اسمين تقال جدًا على كتافي".
واستكمل مصطفى: "لما جيت أدخل معهد السينما حسن حسني، قالي أحلى جملة في الدنيا، قالي إنت ولا أشرف فهمي ولا حسن حسني، قالي حقق نفسك وذاتك وحب اللي انت بتعمله، الراجل ده إدى درس للناس كلها بقلبه، واتربيت أنا وأختي إنجي بين ولاده وفي بيته، وعمرنا ما حسينا بفرق، وخلاني أقوله بابا من قلبي من غير ما يطلبها".
وبعد وفاة الفنان الكبير حسن حسنى نعاه مصطفى فهمى ابن زوجته ونجل المخرج أشرف فهمى، بكلمات مؤثرة رد فيها الجميل قال فيها: "شيلتنى على أكتافك وأنا فى عمر ابنى، وفضلت شايلنى على أكتافك لحد آخر يوم فى عمرك، عرفتنى يعنى إيه أب وسند وضهر، وعملتنى بنى آدم واقف على رجلى، مع السلامة يا مجدع يا طيب يا أبو قلب كبير.. خلتنى أحس كلمة بابا وأقولهالك من قلبى"
فيما كان الفنان الراحل طلعت زكرياً أبًا للفنانة هنا الزاهد وشقيقتيها بعد زواج أمها منه، حيث كانت السيدة شيرين المنزلاوى والدة هنا الزاهد هى الزوجة الثانية للفنان طلعت زكريا بعد زوجته الأولى والدة نجليه، وتزوجته ومعها بناتها الثلاثة ومنهم الفنانة هنا الزاهد وكن فى سن الطفولة ورباهن الفنان طلعت زكريا وشملهن بعطفه وحنانه كأنهن بناته، حتى بعد انفصاله عن والدتهن بعد زواج استمر لأكثر من 13 عاما استمرت العلاقة الطيبة تجمعهم.
وتأثرت هنا الزاهد تأثرً شديدا بوفاة طلعت زكريا ، ووضعت صورته معها على صفحتها الشخصية وكتبت :"دي آخر صورة اتصورتها في كتب كتابي مع حبيبي وسندي وأبويا، عايزة أقولك إنك هتدخل الجنة عشان ربيت 3 بنات كأنك أبوهم وأكتر، أنا معرفتش كلمة بابا غير وأنا معاك"
وتابعت هنا معلقة على الصورة التي نشرتها قائلة: "كنت دايماً بتقولي إني هبقى حاجه كبيرة وبتشجعني، وكنت بتعيط من الفرحة يوم تخرجي، أنا عمري ما حسيت إنك مش أبويا اللي مخلفني، مش مصدقة إني مش هشوفك تاني، نفسي ترجع عشان أقولك إحنا قد إيه بنحبك، هتوحشني يا أحن إنسان في الدنيا"
وكانت الزاهد قد قالت في أحد حواراتها ، إنها وشقيقتها فرح عاشتا مع الفنان الراحل باعتباره والدهما، كما أنها كانت تناديه "بابا"، لأنه رباها مع أبنائه.
