مصطفى فرغلى

فى بيتنا ملحد.. مسئولية الأب والأم

الأحد، 13 ديسمبر 2020 12:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كنت أظنه مسحورا، فالحال أصبح غير المعتاد، فقد كان مجتهدا أيما اجتهاد، فمن ينظر إليه الآن يجده قد خسر كثيرا من صحته، وابتعد عن أهله وأحبابه.. لم يعد يستطع النوم من الألم الشديد، لا يريد البقاء على قيد الحياة فقد حاول مرارا الانتحار.. هرولة هنا وحزن هناك، تبعثرت دواخل الأم .. لم يعد البكاء كافيا لحل الأزمة التى لم تعلم سببها بعد، يحاول الخال جاهدا أن يعرف شيئا عما يدور فيفشل، كل النتائج سلبية وكأنها "كورونا" العتيقة آثرت البقاء في جوف مسكين.

بدأت رحلة البحث عن العلاج ذهبت الأم إلى الطبيب النفسى ، بعد مستشفى أجرى للابن عملية "غسيل معدة" لإنقاذه من محاولة انتحار، الطبيب النفسى يوصى بعدم تركه بمفرده فالأمر خطير، الأم لا حيلة لديها سوى البكاء الذى لا ولم ولن يجدى، حاولت أن تتحدث إليه ليبوح بسره الذى يخفيه والذى أراد أن ينتحر بسببه رفض رفضا باتا.

قلب الأم مازال يبكى مازال يدعو مازال يبحث، ولأن الأم أم –أراد الله أن يطمئن قلبها- فقد عثرت على رسم قد رسمه ولدها، لكنها لم تفهم منه شيئا رغم حصولها على شهادة جامعية، ماذا تعنى هذه الورقة، ماذا يعنى هذا الرسم، فاتّبعت مقولة اسأل استشير، فبحثت هنا وهناك وكانت الطامة الكبرى.. الابن يعتنق فكر الإلحاد.

لن أتحدث عن الإلحاد فقد تحدث عنه الكثير ومعلوم للعامة، وإن كنت لا تعلم عنه شئيا فقط اكتب في مؤشر البحث جوجل "إلحاد"، لكنى سأتحدث عن وصول الأبناء لهذه المرحلة من الفكر، وما الأسباب التى أدت إلى الدخول فى هذا المعترك البائس لا محالة، السبب الأهم على الإطلاق بُعد الأب –كل أب- والأم –كل أم- عن أولادهم دون مصاحبة دون كلام دون مناقشة دون حب دون احتواء دون مراقبة، لم نعد نحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".. لم نعد نلاعب الابن سبع ونؤدبه سبع ونصاحبه سبع كما أمرنا النبى الكريم.

التقصير والتفريط والإهمال في تربية الأولاد يتسبب فى الانحراف، شديدا كان أو ضعيفا، فكله انحراف، كما يتسبب في عقوق الوالدين، وقطع الأرحام والكثير من المفاسد.

أيها الأب أيتها الأم ربوا أولادكم صاحبوهم لاعبوهم اعرفوا أصدقائهم اخرجوا معهم انزلوا لمستوى تفكيرهم، أعدوا أولادكم على نحو متكامل فى جميع الجوانب العقدية والعبادية والأخلاقية والعقلية والصحية، نظموا سلوكهم وعواطفهم.. قال تعالى: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحياة الدنيا".. فلا تجعلوا المال فقط زينة، بل اجعلوا أولادكم فقط هم زينة الحياة الدنيا.. حفظ الله أولادنا جميعا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة