أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد إبراهيم

أدهم صبرى .. ن-1

الخميس، 10 ديسمبر 2020 02:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لسنوات طويلة، عانيت من فضول قاتل لمعرفة من هو "أدهم صبرى" الحقيقى، الذى كان بطلا لأشهر سلسلة روايات بوليسية خلال السنوات الثلاثين الماضية، فكلما أمسكت بقصة جديدة من بسلسلة، أحرص على قراءة الصفحة الأولى، وهى الصفحة الثابتة في كل القصص، والتي تُعرّف القارئ بمن هو أدهم صبرى، والتي يقول فيها الدكتور نبيل فاروق، "أدهم صبرى.. ضابط يرمز إليه بالمركز (ن-1).. حرف النون، يعنى أنه فئة نادرة، أما الرقم واحد فيعنى أنه الأول من نوعه، هذا لأن أدهم صبرى رجل من نوع خاص.. فهو يسخدم جميع أنواع الأسلحة، من المسدس إلى القاذفة وحتى التايكوندو، هذا بالإضافة إلى إجادته التامة لست لغات حية، وبراعته الفائقة في استخدام أدوات التنكر والمكياج، وقيادة السيارات والطائرات وحتى الغواصات، إلى جانب مهارات أخرى متعددة، لقد أجمع الكل على أنه من المستحيل أن يجيد رجل واحد في سن أدهم صبرى كل هذه المهارات، ولكن أدهم صبرى حقق هذا المستحيل، واستحق عن جدارة لقب رجل المستحيل"

 

إذا افترضنا أن قصص رجل المستحيل، تشبه الفيلم السينمائى، فتلك المقدمة هي التتر التى يستحيل أن أمل منها، فهذه السطور القليلة للغاية التي تسبق أي قصة، كانت لى بمثابة الدخول لعالم سحرى، غامض، مثير، ممتع، مشوق، وأحيانا مؤلم، ولكن بهالة عملاقة من الوطنية والانتماء، فالمقدمة الثابتة فى حد ذاتها كانت بالنسبة قصة منفصلة، لا أملها حتى وإن قرأتها عشرات المرات.

 

فإذا كان العالم قد أغرم بسينما هوليود التى صدرت لنا الشخصيات المخلصة والملهمة على مدار تاريخها الطويل، بداية من الكاو بوى، مرورا ببات مان وسوبر مان وكابتن أمريكا وثور وسبايدر مان وقائمة طويلة من الشخصيات الخارجة، فعلينا أن نفخر أن مصر تمتلك "أدهم صبرى"، شخصية رغم أسطورية إمكانيتها إلا أنها من "لحم ودم"، إنسان، قبل أن يكون مقاتل، لديه نقطة ضعف وحيدة وهى إنسانيته، فالسلسلة، زرعت بداخل أجيال متعاقبة فكرة الإنتماء وحب الوطن، من خلال أعمال فنية، امتزجت بالمتعة، والحماس، والرغبة في المزيد، وأخيرا الفضول في معرفة من هو أدهم صبرى الحقيقى.

 

بعد سنوات طويلة من قراءتى للسلسلة، وجدت نفسى لا أرغب في معرفة الهوية الحقيقية لأدهم صبرى، لا أريد أن تتغير تلك الصورة التي تكونت في ذهنى وفى قلبى لهذا النموذج الوطنى، حتى وإن كانت الحقيقة تفوق الخيال، لا أريد أن أفاجئ أن ملامح هذا المقاتل المصرى الوطنى صاحب القدرات الخارقة، تختلف عن تلك الرسومات الجميلة التى كانت متادخلة مع صفحات القصة، لا أريد أن أعرف الاسم الحقيقى لأدهم صبرى، حتى يظل راسخا فى ذهنى أن هذا البطل المصرى اسمه أدهم صبرى.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة