دندراوى الهوارى

روشتة القضاء على "التار".. هل تنجح قبيلة هوارة البلابيش فى وقف نزيف الدماء؟

الإثنين، 02 نوفمبر 2020 02:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أن تصل متأخرا أفضل كثيرا من أن لا تصل، مقولة تلخص واقع تعيشه قبيلة هوارة البلابيش، القاطنة فى شمال محافظة قنا، وتحديدا فى قرى مراكز دشنا ونجع حمادى، وفى جنوب سوهاج، وتحديدا فى قرى مركز دار السلام، ويصل تعدادهم للآلاف، من مشاحنات وصراعات بين أبناء العائلات المنتمية للقبيلة، واستفحل فى الماضى، ليصل إلى قتال وتناحر، وقضايا ثأر بغيضة، ذهب ضحيته رموز وخيرة شباب القبيلة طوال ما يقرب من 80 عاما.

منذ أيام قليلة، قرر أبناء القبيلة، تدشين مبادرة جريئة وقوية، للقضاء على دمامل وأورام الانشقاقات والصراعات، ووضع حد لعادة الثأر البغيضة، وهى تشكيل لجنة تضم رموز القبيلة، من المؤثرين والذين يتمتعون بخصال الخير والعطاء، والتواجد بين الناس، تضطلع بهذا الدور الجوهرى، ووأد الفتن من المنبع.

وأن اللجنة، تعمل فى إطار الأعراف والتقاليد، وتحت مظلة القانون، وأن تكون داعمة للأجهزة التنفيذية، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن القبيلة وطوال تاريخها الطويل والمتجذر، داعمة للدولة الوطنية، ومؤسساتها، بكل قوة، انطلاقا من قناعات ثابتة وراسخة رسوخ الجبال، بأن القبيلة، تنشد الأمن والاستقرار والنماء والرخاء، واحترام النظام العام، وتعتبر نفسها جزءا مهما من هذا النظام العام.

وتم توجيه الدعوة لعدد كبير من رموز وشباب القبيلة فى قنا وسوهاج، للاجتماع يوم الجمعة الماضية، وتم عرض المبادرة على الحضور، ولاقت ترحيبا كبيرا من الجميع، خاصة أن أبناء القبيلة دفعوا ثمنا غاليا وباهظا للانشقاقات والصراعات وانتشار عادة الثأر القبيحة، لذلك يحاولون الآن لملمة الصفوف، وتقوية جسور الخير والاحترام والتقدير بين أبناء القبيلة، وبين القبيلة والقبائل الأخرى، بحثا عن الأمن والاستقرار، وإيقاف نزيف الدم، والقضاء على الخصومات التاريخية، وحل كافة المشاكل العالقة.

وبدأ الترتيب لعقد سلسلة من الاجتماعات خلال الأيام القليلة المقبلة، لوضع "ميثاق شرف" يتضمن اتفاقيات عرفية، تحدد القرارات وفقا للتجاوزات، فالمسىء يجب تغريمه بمبلغ مالى محدد، والمتجاوز يخضع لعقوبة مشددة، إلى آخر الجرائم، وأن هذه المبالغ يتم وضعها في صندوق خيرى، لتنفيذ مشروعات تنموية وخدمية تخدم كل القرى والنجوع، وتساعد الذين يستحقون المساعدة والعون.

المبادرة، رائعة، ونجاحها يتوقف على التجرد، والانتقال من حالة "الأنا على حساب المجموع" إلى "حالة المجموع على حساب الأنا".. أي تغليب المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية الضيقة، وإطفاء نار الصراعات والانقسامات، والقضاء على عادة الثأر المقيتة، نهائيا، ومنع العابثين الذين يقفون وراء تصدير المشاكل وإشعال نار الفتن.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة