الأنصار يدخلون فى دين الله أفواجا.. ما يقوله التراث الإسلامى

الخميس، 08 أكتوبر 2020 05:00 م
الأنصار يدخلون فى دين الله أفواجا.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشر الإسلام، بعدما دخل كثير من أهل يثرب إلى دين الله، وشعر المسلمون فى مكة بالقوة، بعدما انضم إليهم  مؤمنون جدد، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "قصة بيعة العقبة الثانية":

قال ابن إسحاق: إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة، وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك حتى قدموا مكة، فواعدوا رسول الله ﷺ العقبة من أواسط أيام التشريق، حين أراد الله بهم من كرامته والنصر لنبيه وإعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله.
فحدثنى معبد بن كعب بن مالك: أن أخاه عبد الله بن كعب - وكان من أعلم الأنصار - حدثه أن أباه كعبا حدثه - وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله ﷺ بها -.
قال: خرجنا فى حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور سيدنا وكبيرنا، فلما وجهنا لسفرنا، وخرجنا من المدينة، قال البراء: يا هؤلاء، إنى قد رأيت رأيا والله ما أدرى أتوافقوننى عليه أم لا؟
قلنا: وما ذاك؟
قال: قد رأيت أن لا أدع هذه البنية منى بظهر - يعني: الكعبة - وأن أصلى إليها.
قال: فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا ﷺ يصلى إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه.
فقال: إنى لمصلٍّ إليها، قال: فقلنا له: لكنا لا نفعل.
قال: فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى هو إلى الكعبة حتى قدمنا مكة.
قال: وقد كنا قد عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة على ذلك.
فلما قدمنا مكة، قال لى: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله ﷺ حتى أسأله عما صنعت فى سفرى هذا فإنه قد وقع فى نفسى منه شيء لما رأيت من خلافكم إياى فيه.
قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله ﷺ - وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك -فلقينا رجلا من أهل مكة فسألناه عن رسول الله ﷺ قال: هل تعرفانه؟
فقلنا: لا.
 
فقال: هل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟
قال: قلنا: نعم! وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا، قال: فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس.
قال: فدخلنا المسجد وإذا العباس جالس ورسول الله ﷺ جالس معه، فسلمنا ثم جلسنا إليه؛ فقال رسول الله ﷺ للعباس: "هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟"
قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله ﷺ الشاعر؟
قال: "نعم!"
فقال له البراء بن معرور: يا نبى الله، إنى خرجت فى سفرى هذا قد هدانى الله تعالى للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية منى بظهر فصليت إليها وقد خالفنى أصحابى فى ذلك حتى وقع فى نفسى من ذلك شيء فماذا ترى؟
قال: "قد كنت على قبلة لو صبرت عليها"
قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله ﷺ فصلى معنا إلى الشام، قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات، وليس ذلك كما قالوا: نحن أعلم به منهم.
قال كعب بن مالك: ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله ﷺ العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التى واعدنا رسول الله ﷺ فيها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر، سيد من سادتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا، فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا.
ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله ﷺ إيانا العقبة قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا.
وقد روى البخاري: حدثنى إبراهيم، حدثنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم: قال عطاء: قال جابر: أنا وأبى وخالى من أصحاب العقبة.
قال عبد الله بن محمد: قال ابن عيينة: أحدهم: البراء بن معرور.
حدثنا على بن المديني، حدثنا سفيان قال: كان عمرو يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: شهد بى خالاى العقبة.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن خثيم، عن أبى الزبير، عن جابر قال: مكث رسول الله ﷺ بمكة عشر سنين يتبع الناس فى منازلهم، عكاظ ومجنة، وفى المواسم يقول: «من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربى وله الجنة» فلا يجد أحدا يؤويه ولا ينصره حتى أن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر - كذا قال فيه - فيأتيه قومه وذوو رحمه.
فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمضى بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام.
ثم ائتمروا جميعا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله ﷺ يطوف ويطرد فى جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه فى الموسم فواعدناه شعب العقبة، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا.
فقلنا: يا رسول الله، علام نبايعك؟
قال: «تبايعونى على السمع والطاعة فى النشاط والكسل، والنفقة فى العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن تقولوا فى الله لا تخافوا فى الله لومة لائم، وعلى أن تنصرونى فتمنعونى إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة».
فقمنا إليه نبايعه وأخذ بيده أسعد بن زرارة - وهو من أصغرهم - وفى رواية البيهقي: - وهو أصغر السبعين - إلا أنا، فقال: رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وإن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف.
 
فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله، وأما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه، فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله.
قالوا: أبط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلبها أبدا.
قال: فقمنا إليه فبايعناه وأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة