أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

صناع نصر أكتوبر.. توثيق بطولات فردية تصنع الصورة الكاملة

الأربعاء، 07 أكتوبر 2020 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن نقترب من الذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر، نعيد التذكير بأهمية أن تكون هناك روايات وثائقية لما جرى، بعيدا عن الاستقطاب والمجادلات التى أربكت الحكاية وشوهت التاريخ.. صحيح أن عصر المعلومات يتيح الكثير من الإمكانات، لكنه أيضا يسمح بالكثير من التلاعب والتزييف، ولدينا أحداث قريبة عاصرناها خلال عشر سنوات تخضع رواياتها للأهواء.  
لعبت الروايات الشخصية والخلافات السياسية دورا فى تقديم تاريخ مشوه ومرتبك، وهذا الارتباك لا يرجع لخلافات فى وجهات النظر، أو فى تفاصيل الحكايات، لكنه يمتد إلى اختلافات تامة فى رواية ما حدث، بل إن هناك تركيزا على مظاهرات سنوات الضباب ومطالبات الرئيس السادات بالحرب، ثم قرار الحرب وتوقيتاته وعلاقات مصر السياسية والاستراتيجية، والدور الأمريكى لمساندة إسرائيل، وهى تفاصيل مهمة لأنها يمكن أن تحسم الحد الأدنى للأدوار التاريخية والعسكرية.  
 
 من هنا نتحدث عن أهمية توثيق الأحداث وتقديم زوايا النظر للرواية، فيما يتعلق بالحروب التى خاضتها مصر، ومنها حرب يونيو وانتصار أكتوبر، وأقصد الحكاية من أفواه الجنود والضباط والأفراد، وهى حكايات يمكن أن تقدم الجزء الإنسانى من الصورة، وللأسف فقد رحل عدد كبير من أبطال النصر، بعضهم كانت له روايات قصيرة، والبعض الآخر أدلى بالحكاية للجان أو جهات لم تكمل عملها.
هناك قصص لبطولات تقترب من الأساطير لجنود وضباط صنعوا هذا الانتصار، ولكل جندى شارك فى العبور قصة تساوى الكثير، وفى كل شارع وحارة بمصر كان هناك شهيد أو عائد بطل، لديه ما يرويه. 
ربما كانت هناك ثلاث صور خلدت الانتصار، محمد العباسى أول من رفع علم مصر بعد عبور القناة، وخلدته أغنية «محمد أفندى رفعنا العلم»، والبطل عبدالرحمن أحمد عبداللاه القاضى، وصورته وهو يرفع البندقية باليمين ويضم قبضته الشمال ويصرخ فرحا، والبطل محمد طه، صاحب أشهر علامة نصر، كانت هذه الصور أيقونات صنعت الصور الذهنية للحرب والنصر، بينما هناك مئات القصص لأبطال شاركوا فى عمليات أو فى لحظات العبور والعمليات الخاصة التى سبقت التجهيز للحرب. 
 
ولحظة رفع العلم على ضفة القناة كما يرويها «محمد أفندى رفعنا العلم» أو محمد العباسى، أو عبدالرحمن القاضى، وصورته على الجبهة ممسكا بسلاحه باليد اليمنى، رافعا قبضته اليسرى، والبطل محمد طه، صاحب أشهر علامة نصر التى تختصر العبور بالكامل، لقد رحل هؤلاء الأبطال وظلت صورهم أيقونات تشهد على أيام العبور، وخلفهم ومعهم آلاف من الأبطال الذين صنعوا أساطير فى مواجهة الموت، وعبروا فى مواجهة عدوان مدعوم من القوة الكبرى فى العالم. 
 
لدينا أساطير لا تختلف وربما تتفوق على قصص سجلتها أفلام ووثائقيات الحرب العالمية، عبدالعاطى صائد الدبابات، هو الموازى للقناص الروسى الشهير الذى سجل أسطورة بالحرب العالمية الثانية، ويكفى تسجيل قصة أبطال الصاعقة البحرية وزملائهم من القوات الخاصة ممن سبقوا العبور ونجحوا فى إغلاق مواسير النابالم التى كانت على شاطئ القناة، وتكفى لحرق العابرين.
 
ونحن نقترب من الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر، ربما نكون بحاجة للإفراج عما تم تسجيله من وثائق وأوراق، تخلد الانتصار وتعبر فوق خلافات سياسية صنعت الارتباك، بسبب الانحيازات السياسية وليس التاريخ. 
لقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة، محاولات فردية لنشر قصص وبطولات فردية وجماعية، لمعارك أثناء الاستنزاف، ثم الاستعداد للعبور، وما بعدها، واتصالات مصر بالقوى العظمى، وعمليات التمويه والحرب النفسية، وهى تفاصيل مهمة ترسم صورة كاملة وتمنح المؤرخين مساحة للكتابة عن صورة كاملة.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة