ابن خلدون وشامبليون.. أن تخدم الإنسانية لا أن تدمرها

الجمعة، 30 أكتوبر 2020 07:00 م
ابن خلدون وشامبليون.. أن تخدم الإنسانية لا أن تدمرها
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش، أياما صعبة، فما يحدث فى فرنسا سوف ينعكس بصورة مباشرة على العالم كله، وبالطبع على العالم الإسلامى، ومن هنا، وقبل أن يتسع الجرح، وجبت الإشارة  لحظات النور فى خياة الحضارات، وبالتالى سنجد أنفسنا أمام شخصيات مهمة فى تاريخ التنوير، منهم فى العالم الإسلامى ابن خلدون والعالم الفرنسى "شامبليون.

ابن خلدون

يعرف الجميع المفكر العربى الشهير ابن خلدون، الشهير بمقدمة ابن خلدون، واليوم، تمر ذكرى ميلاده، إذ ولد فى 27 مايو من عام 1332 ميلادية، درس فى تونس، وعمل هناك بعض الوقت، ثم جاء إلى مصر وتواصل مع حكامها، ثم اعتكف للكتابة والتأليف، وصار من أشهر المفكرين وله مكانه عالمية خاصة فيما أطلق عليه بعد ذلك علم الاجتماع.. فكيف ذلك، ومتى بدأ الغرب يعرفون ابن خلدون ومؤلفاته؟

 
عاش ابن خلدون بعد تخرجه من جامعة الزيتونة فى مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، كما توجه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولى فيها قضاء المالكية، أى على المذهب المالكى، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784-808 هـ)، حيث تُوُفى عام 1406 عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد.
 
استرعى ابن خلدون انتباه العالم الغربى لأول مرة فى عام 1697 م، عندما ظهرت سيرةٌ له فى مكتبة بارتليمى دى هوربيلوت دى مولينفيل فى أورينتال، وبدأ يكتسب المزيد من الاهتمام من عام 1806م، عندما شمل سيلفستر دى ساسى كريستوماثى سيرته 
وفى عام 1816 ميلادية، نشر دى ساسى مرةً أخرى سيرةً ذاتية مع وصفٍ أكثر تفصيلًا لمقدمة ابن خلدون، وظهرت المزيد من التفاصيل والترجمات الجزئية لكتابه على مر السنين حتى نشر الطبعة العربية الكاملة فى عام 1858، ومنذ ذلك الحين، دُرس عمل ابن خلدون على نطاقٍ واسع فى العالم الغربى مع اهتمام خاص.
 

شامبليون

يعرف الجميع فضل العالم المصرى جان فرانسوا شامبليون، الذى استطاع حل لغز اللغة المصرية القديمة بعدما تعرف على الخط الهيروغليفى بعد دراسة مطولة لحجر رشيد 1922.

وُلِد شامبليون فى 23 ديسمبر عام 1790 فى مقاطعة فيجاك الفرنسية، لأب امتهن بيع الكتب، إذ خصص له عمدة المدينة مكانا لمزاولة مهنته.
 
 
لم يتمكّن شامبليون، الملقّب بـ"الصغير" للتفرقة بينه وبين شقيقه الأكبر جاك-جوزيف شامبليون، من الالتحاق بالتعليم الرسمى نظرا لاضطراب الأحوال فى أعقاب الثورة الفرنسية، فتلقى دروسا خاصة فى اللغتين اللاتينية واليونانية، ثم انتقل إلى مدينة جرونوبل للالتحاق بمدرسة ثانوية، وكان شقيقه يعمل باحثا فى معهد البحوث الفرنسى، وبدأ شامبليون فى سن 13 عاما الاهتمام بدراسة اللغات العربية والكلدانية والسريانية والعبرية.
 
وقد تواصل شامبليون مع العالم جوزيف فورييه، الذى شغل منصب سكرتير البعثة العلمية خلال حملة نابليون بونابرت على مصر (1798-1801)، ودفعه إلى دراسة التاريخ، بعدما أثارت مجموعته الخاصة وبحوثه العلمية فضول وإعجاب شامبليون، فوقع فى غرام مصر وتاريخها.
 
وفى عام 1799 استطاعت الحملة الفرنسية العثور على نقش لمرسوم ملكى يعود إلى عام 196 ميلاديا صدر فى مدينة "منف" تخليدا للحاكم بطليموس الخامس، كتبه كهنة بثلاث كتابات ليقرأه العامة والخاصة من المصريين والطبقة الحاكمة اليونانية، فجاء النص مدونا بالكتابات: الهيروغليفية (وهى اللغة الرسمية فى مصر القديمة)، والديموطيقية (وهى الكتابة الشعبية فى مصر القديمة)، واليونانية القديمة (وهى لغة الطبقة الحاكمة).
 
كتب شامبليون نتائج بحثه فى خطاب شهير يُعرف باسم "خطاب إلى السيد داسييه"، أمين أكاديمية العلوم والفنون ونشر ترجمة كاملة لنص حجر رشيد فى عام 1828، وهو نفس العام الذى تشكلت فيه بعثة فرنسية ضمت 12 عضوا، على رأسهم شامبليون، هدفها زيارة مصر ودراسة آثارها عن قرب، والتأكد من نجاح مشروع شامبليون فى قراءة النصوص المصرية القديمة وجها لوجه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة