أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف كان العثمانيون سبب إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين؟

الخميس، 29 أكتوبر 2020 11:00 م
كيف كان العثمانيون سبب إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين؟ مذابح العثمانيين - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما ما يدعى بعض المستشرقين وأعداء الإسلام بأن الدعوة المحمدية انتشرت بحد السيف، لكن نظرة واحدة على خريطة العالم، وتوزيع الدول الإسلامية، وأعداد المسلمين فى العالم، نجد هذه الادعاءات باطلة، فغزوات المسلمين لم تصل إلى الصين وإندونيسيا وأدغال أفريقيا، وإنما وصلت تجارتهم وبعثاتهم الدينية، ولولاها لما تزايدت ونمت أعداد المسلمين باستمرار.
 
لكن يبدو أن واحدة من من ضمن الدول الإسلامية التى تولت حكم المسلمين لعدة قرون كانت سببا فى انتشار تلك المقولة، بعدما سفكوا الدماء وقتلوا الأبرياء وأحلوا قتل النساء والأطفال من أجل مصالحهم ومجدهم الخاص، فأشاعوا الإرهاب والقتل من أجل ذلك، بالتأكيد الحديث الآن عن العثمانيين.
 
تاريخ المسلمين ملىء بالحروب والفتوحات، لكن المسلمين على مدار تاريخهم المجيد بنوا حضارات عظيمة، مثل حضارة الأندلس والحضارات الفاطمية والأيوبية والمملوكية، ولم تكن الحرب لدى الدول الإسلامية المتعاقبة غاية حتى جاء العثمانيون فبدلوا الحال.
 
 
بحسب الباحث فى التاريخ الإسلامى وليد فكرى فإن الحرب والسياسة كانتا جزءًا لا ينفصل عن التاريخ الإسلامي، ولكنهما كانتا من الوسائل لحماية الدولة والحضارة ولم تكونا غاية فى حد ذاتهما، فالمسلم القديم كان يدرك أن الحرب هى أمر بغيض مكروه يلجأ لها مضطرًا لحماية وطنه وحضارته، أو عملا بقانون عصره القائل بأن "من لا يغزو يُغزَى"، ويستبسل فى الدفاع عنها حتى أننا نجد فى تاريخنا علماء مثل العز بن عبد السلام وابن تيمية وابن خلدون يضعون القلم جانبًا ويلقون بأنفسهم فى أتون الصراع شحذًا للهمم-وإن لم يحملوا السيف- مستبسلين لخدمة أوطانهم.
 
وبعيدا عن الانتهاكات فى حق الأرمن وغيرهم من الأقليات فى دولة آل عثمان، وجرائم القتل فى حق الأطفال والنساء فى فتح القسطنطينية، واغتصاب الكنائس وتحويلها إلى مساجد بالقوة، هناك وجه آخر يؤكد أن العثمانيين نشروا الإسلام بحد السيف، يقول الباحث حسن منير، الباحث فى تاريخ البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط فى جامعة تورنتو، فى دراسة نقدية له بعنوان "هل انتشر الإسلام بحد السيف، فإن نظام الدفشيرمى التابع للعثمانيين يعد مثالًا على التحول إلى الإسلام بالإكراه، حيث كان فى ظل هذا النظام، كان الأولاد الصغار المسيحيون يؤخذون بشكل منظم من أسرهم، ويتم تحويلهم إلى الإسلام وتدريبهم على الخدمة فى بيروقراطية الإمبراطورية أو فى القوات العسكرية الشخصية التابعة للسلطان (القوات الإنكشارية).
 
 
هناك حالة أخرى من حالات التحول إلى الإسلام بالإكراه فى التاريخ الإسلامى، مرسوم الأيتام الصادر من الإمام يحيى المتوكل (توفى 1948) فى أوائل القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الأولى، أقرت الإمبراطورية العثمانية يحيى خليفة لها فى اليمن، ثم رفع يحيى شكوى إلى "اليمن الكبرى"، التى كانت أجزاء منها يحكمها البريطانيون أو منافسو يحيى السياسيين، وبصفته زعيماً لجماعة الزيدي، أعاد إدخال القانون الزيدي، الذى تضمن جزء منه "مرسوم الأيتام" الذى يفرض على حكومته تحويل الأطفال اليهود اليتامى إلى الإسلام بالإكراه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة