أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 23 أكتوبر 2003.. اتصال تليفونى بين وزير الثقافة فاروق حسنى والرئيس «مبارك» حول رفض صنع الله إبراهيم جائزة «الإبداع الروائى» احتجاجا على سياسات الحكومة

الجمعة، 23 أكتوبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 23 أكتوبر 2003.. اتصال تليفونى بين وزير الثقافة فاروق حسنى والرئيس «مبارك» حول رفض صنع الله إبراهيم جائزة «الإبداع الروائى» احتجاجا على سياسات الحكومة الكاتب الروائى صنع الله إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتابت القاعة حالة هستيرية.. لم يتوقف تصفيق وهتاف الحضور بكلمة «الله»، فور انتهاء الكاتب الروائى صنع الله إبراهيم من كلمته التى أعلن فيها مفاجأته برفض جائزة «الملتقى الثانى للإبداع الروائى»..راجع «ذات يوم، 22 أكتوبر 2020».
 
ترك صنع الله خشبة المسرح خارجًا، وتوجه فاروق حسنى وزير الثقافة إلى المنصة، حسبما تذكر جريدة «الحياة، لندن، 24 أكتوبر2003»، معلنًا: «الجائزة وسام على صدر النظام «المصرى» فلو لم يكن يسمح بهذا القدر من الحرية لما قال كلمته».. واعتذر لأعضاء لجنة التحكيم مشيدًا بجهدهم كى ينتهوا إلى هذا «الاختيار الجيد»، ومشيرًا إلى أنهم بذلوا جهداً «لا طائل من ورائه».. وتساءل: الكاتب وافق على قبول «جائزة العويس» بدولة الإمارات «فهل يرفض الجائزة المصرية لأنها أدنى فى قيمتها المادية»؟، حصل صنع الله على «جائزة العويس» عام 1993 عن مجمل أعماله.
 
يكشف «صنع الله» حالته قبل قنبلته التى قذف بها ضد «نظام مبارك».. تذكر جريدة «الشروق، يومية، القاهرة ،11 أبريل 2012» على لسانه، أنه فوجئ بإبلاغه بفوزه بالجائزة، وقال: «لم أكن أتوقع أن أفوز بها، وفوجئت بهذا القرار، لكن بعد أن ذهب وقع المفاجأة شعرت بضغوط شديدة جدا؛ فلو قبلتها سيضيع تاريخى وقناعاتى التى ظللت أدافع عنها على مدار سنوات، ولو اعتذرت  سيجدون البديل فى دقائق».. وأشار إلى أنه قرر أن يذهب، ويقرأ البيان الذى يرفض فيه الجائزة، حتى يمكنه التأثير على الجو السياسى فى البلاد فى هذه الفترة، موضحا أنه شعر براحة كبيرة جدا بعد رفضه الجائزة بهذه الطريقة، وأكد أن أسرته أيدته، لكن بعض أصدقائه فضلوا لو أنه حصل على مبلغ الجائزة «100 ألف جنيه»، وتبرع بها للفلسطينيين مثلا، موضحا أنهم لم  يكونوا مستوعبين تأثير تصرفه على الجماهير، وهو تأثير قوى».
 
بدا تأثير ما فعله «صنع الله» فى إعلان جهات سياسية وثقافية مستقلة تأييدها لموقفه، وكان اللافت فى أن محمود أمين العالم عضو لجنة تحكيم الملتقى ضمن المؤيدين، وذلك بتوقيعه على بيان تضامن وقع عليه مبدعون أبرزهم صبرى حافظ، وفريد أبو سعدة، وخيرى شلبى، وبسمة النسور «الأردن»، وعبده خال «السعودية»، ومنير الشعرانى «سوريا»، وفخرى صالح «الأردن»، ويوسف المحيميد «السعودية»، ومريد البرغوثى «فلسطين»، وغالية قبانى «سوريا».
 
يعود فاروق حسنى إلى هذا الحدث بعد 16 عاما.. يذكره فى مذكراته «فاروق حسنى يتذكر.. زمن الثقافة».. يهاجمه بضراوة يصل به الأمر إلى استخفافه بمشروع «صنع الله الإبداعى».. يتجاهل أنه أحد الروائيين العرب العظام.. ووفقا لعرض لهذه المذكرات فى جريدة «الدستور، يومية، 29 يناير 2019»، يكشف «حسنى» أن جابر عصفور أخبره قبل الحفل بثلاثة أيام بفوز صنع الله بالجائزة، ويؤكد: «قلت له: لا تخبره حرصًا على عنصر المفاجأة الضرورى لأى جائزة، إلا أنه كان أخبره بالفعل، لذا كان لديه الوقت ليرتب هذا «الشو»، ويرى أن المشهد كان «تمثيليًا باهتًا، أصاب أعضاء اللجنة بالوجوم».. ويضيف: «فى الحقيقة لم يرهبنى الموقف برمته».. يزعم: «أثناء إلقاء كلمته كنت أخشى أن يتطوع أحدهم ويقطع الصوت، أو ينزل ستار المسرح عليه، لأنه لو حدث سيعكس خوفنا مما يقوله، وبالتأكيد سيعتبرها بعضهم تعليمات الوزير».
 
ويؤكد: «فى صباح اليوم التالى «23 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 2003» تناقل البعض أن مباحث أمن الدولة ستلقى القبض على صنع الله، اتصلت بالرئيس ورويت له ما حدث، وقلت له إننى أخشى أن يتم القبض على صنع الله فيتحول إلى بطل قومى، فقالى لى: «إيه الكلام الفاضى ده»، وأكد أنه لن يحدث شىء من هذا أبدًا، وقال بالحرف الواحد: «هو حر يقول ما يشاء، وردك عليه جاء حاسما».
 
ويستطرد:«لا شك أن موقف صنع الله إبراهيم أدهشنى، وأفقده مصداقيته عندى ككاتب كنت أقرأ له أعجب برواياته، لكن أدركت أن كتاباته تشبه تصرفه، وأنه أحد الباحثين عن الشهرة فهو غير معروف على المستوى الشعبى، ويبدو أن هذا الأمر ظل يؤرقه.. ولو كان صادقًا لاعتذر حين تم إعلامه بفوزه بها، ولأصدر بيانًا كما يريد، لكنه جاء لتسلمها وصعد إلى المسرح ثم وقف يعلن رفضه لها، لقد أراد أن يعمل »شو» لا أكثر».
 
فى 5 فبراير 2018 نظم اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية بالاشتراك مع جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين ومثقفون احتفالية لتكريم صنع الله إبراهيم، وتقديم «جائزة الشعب» عن مجمل أعماله، ومسيرته الإبداعية، وعن دوره كمثقف رفيع ملتزمًا بقضايا وطنه والأمة العربية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة