أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أوراق «هيلارى».. الأرشيف الناقص والأفواه المغلقة

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من بين أهم النقاط التى تثيرها وثائق بريد هيلارى كلينتون، أنها تعيد التذكير بأن أهم المعلومات عن أخطر الأحداث لدينا تتوفر من جهات خارجية، سواء فى مذكرات أو شهادات لدبلوماسيين أو مسؤولين سابقين، أو من خلال تسريبات، مثل ما جرى مع هيلارى كلينتون، ضمن منافسة انتخابية، والنوع الثالث هو الوثائق التى يتم رفع الحظر عنها، خلال مدة معينة، طبقا لقانون المعلومات فى هذه الدول، ويبدو مثيرا للدهشة أن أهم المصادر حول حروب مصر صدرت من الخارجية البريطانية أو الأمريكية، من خلال قوانين المعلومات، وأهم الكتب العربية عن تاريخ الصراعات فى المنطقة استندت إلى وثائق وأوراق وشهادات أجنبية، وكأننا ننتظر أن تفرج الدول الكبرى عن وثائقها، لنعرف حقيقة ما حدث لنا، بينما تغيب الكثير من التفاصيل، ويفضل الكثير من المسؤولين أن يحتفظوا لأنفسهم بالحقائق، ونادرا ما تصدر شهادة أو مذكرات تقدم شيئا مفيدا، وبسبب هذا كله نظل نتعامل مع جزء من المعلومات، وتخضع المعلومات للأهواء والانحيازات، وهو ما يجعل الفرق واسعا جدا بين الرؤى السياسية، والوقائع والشخصيات التاريخية. 
 
وإذا تحدثنا عما جرى قبل وبعد يناير 2011، نكتشف أنه فى أعقاب الحدث، ظهرت عشرات الكتب والشهادات، أغلبها مجرد شهادات شخصية أو مجرد مشاعر عاطفية، وبعض نجوم المرحلة تصدروا المشهد، ووضعوا أنفسهم فى مكانة واضحة، لكنهم لاذوا بالصمت أمام أوراق هيلارى، بل وبعضهم حاول التقليل من تأثيرها، ويمكنهم أن يردوا، يوضحوا أو يضيفوا إلى ما ورد فى هذه الأوراق أو غيرها، بالنفى أو التأكيد، لأن المتوقع أن تظهر المزيد من التفاصيل والمعلومات فى حالة رفع السرية عن الوثائق بشكل أوسع من مجرد إيميلات تتضمن جزءا فقط من الحقيقة. 
 
تجاهل ما ورد فى أوراق هيلارى، حول لقاءات أو تحركات، بعضه متاح فى أرشيف هذه الفترة، التى تمثل مقدمة لفهم الكثير من الأحداث، وتزيح بعض الغموض المحيط بها، كونها جزءا من ترتيبات قادت إلى نتائج سياسية، ورفعت تيارا سياسيا مثل تنظيم الإخوان، بمعرفة ومساعدة من تم استخدامهم، حتى ولو بشكل غير مباشر، وهو اتفاق لم يكن يتعلق بمصر، وإنما بالمنطقة كلها.
 
 هناك أهمية للتعامل مع أوراق هيلارى بشكل أكبر من مجرد استعراضها، مع الأخذ فى الاعتبار أن أغلب المسؤولين الكبار أثناء هذه المرحلة، التزموا الصمت، وحجبوا الكثير من التفاصيل، وهو ما يساهم فى استمرار الغموض، وأيضا يجعلنا تحت رحمة معلومات من الخارج. 
 
قد يكون متوقعا أن يلوذ نشطاء أو حقوقيون بالصمت أمام هذه الوقائع، لكون بعضهم متورطا، لكن يفترض أن تكون هناك رواية رسمية تكمل الصورة الناقصة، وتساعد فى فهم بعض الأحداث، وتجيب عن أسئلة مطروحة عن تركيز الدعم والأضواء على نشطاء بعينهم، وتلميع شخصيات يبدو لافتا أنهم تقريبا غادروا للخارج، بالرغم من أنهم احتلوا مساحات كبيرة ومناصب ومواقع مؤثرة فى الفترة التى تلت تنحى مبارك، وانعكست كلها على شاشات الفضائيات، ولقاءات السياسيين، وساهمت بطريقة ما فى حيرة سياسية انتهت بركوب الإخوان، بمشاركة من أطراف وائتلافات تكونت على عجل، أو من خلال الاستعمال غير المباشر لكثيرين ظنوا أنهم يتحركون بوعى، بينما كانوا جزءا من الصورة، وتظل أهم المطالب هنا إتاحة معلومات محلية تروى جزءا من الصورة، بدلا من انتظار تسريب هنا أو وثيقة هناك. 
هناك أرشيف ناقص، وأفواه مغلقة يفترض أن تتحدث لإزالة أى التباسات وتقدم جزءا من القصة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة