أكرم القصاص - علا الشافعي

مجدهم الخيال الشعبى.. صلاح الدين والظاهر بيبرس وطومان باى الأبرز

الأحد، 11 أكتوبر 2020 06:00 م
مجدهم الخيال الشعبى.. صلاح الدين والظاهر بيبرس وطومان باى الأبرز طومان باى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبط البشر من بداية الخلق بفكرة القائد الأسطورى، الذى يصورونه دائما على أنه القوى والمخلص، صاحب الأخلاقيات والمبادئ العظيمة التى لا تتبدل أبدا، الفارس المغوار الذى يحقق آمالهم وأحلامهم، وينتشلهم من الشقاء إلى شاطئ أخضر مشرق تطلع عليه شمس السعادة والطمأنينة والرخاء.

وتحل اليوم الذكرى الـ 504، على تنصيب المملوك طومان باى سلطانًا على مصر خلفًا للسلطان قانصوه الغورى الذى قتل في معركة مرج دابق، وذلك فى 11 أكتوبر عام 1516م.

والواقع أن المتتبع لفكرة القائد الأسطورى فى التراث الإنسانى عامة والمصرى خاصة يجد لها جذورًا ضاربة فى التاريخ، فكلما اشتدّت الأزمات اشتدت الحاجة إلى البطل، ونما حس التوقع بمجيئه، وتهيأ الناس لقبوله والانضواء تحت رايته، ومن أبرز القادة التى صنعهم التاريخ أبطالا نادرين، وصلاح الدين الأيوبي، والملك الظاهر بيبرس، وطومان باى حتى رفعت حياتهم السير الشعبية إلى مستوى الملاحم.
 

صلاح الدين الأيوبى

 
ويُعَدّ صلاح الدين الأيوبى (1138 – 1193م) المؤسس الفعلى للدولة الأيوبية، دائما ما ينظر إليه على أنه بطل من أبطال العروبة على الرغم من كونه كردى الأصل، فقد اختاره العاضد آخر الخلفاء الفاطميين للوزارة وقيادة الجيش، الواقع أن الأقدار هيأت لصلاح الدين الأيوبى أن يسطع فى القرن السادس الهجرى سطوعًا باهرًا، وأن تبرز مواهبه وملكاته على النحو الذى يثير الإعجاب والتقدير، وأن يتبوأ بأعماله العظيمة مكانًا بارزًا بين قادة العالم، وصانعى التاريخ، لقد كانت وفاة نور الدين محمود سنة (1174م/ 569هـ) نقطة تحوّل فى حياة صلاح الدين؛ إذ أصبحت الوحدة الإسلامية التى بناها نور الدين محمود – هذا البطل العظيم- معرّضة للضياع، ولم يكن هناك من يملأ الفراغ الذى خلا بوفاته، فتقدم صلاح الدين ليكمل المسيرة، ويقوّى البناء، ويعيد الوحدة، وكان الطريق شاقًا لتحقيق هذا الهدف وإعادة الأمل.
 
ووفقا للدكتور أشرف صالح، وفى الحقيقة؛ يأتى موقف صلاح الدين التسامحى ومروءته على النقيض من تلك الفظائع التى ارتكبها الصليبيون حين فتحوا بيت المقدس سنة 1099م، حيث انطلق الصليبيون فى شوارع المدينة وفى المساجد يقتلون كل مَنْ يصادفهم من الرجال والنساء والأطفال، فقد قتل هؤلاء الصليبيون الآلاف من المسلمين الأبرياء بغير ذنب، فيذكر المؤرخ وليم الصورى أن بيت المقدس شهد عند دخول الصليبيين مذبحة رهيبة حتى أصبح البلد مخاضه واسعة من دماء المسلمين.
 

الظاهر بيبرس

 
تحول الظاهر بيبرس فى الوجدان الشعبى المصرى من حاكم إلى بطل يروى سيرته، حتى أصبحت فيما يعرف الآن باسم السيرة الظاهرية، وقصة شعبية طويلة تبدو الكثير من وقائعها خيالية، تروى حياة السلطان المملوكى الظاهر بيبرس البندقدارى وأعماله البطولية التى قام بها ذوداً عن الإسلام وتصدياً لأعدائه من الصليبيين والمغول.
 
من المعتقد أن الملحمة التى تختلط فيها الوقائع التاريخية بالخيال قد كتبت بالقاهرة فى العصر المملوكي، وتطورت ونمت عبر السنين إلى أن أخذت شكلها النهائى فى بدايات العصر العثماني، وهى فترة تمتد إلى نحو قرنين ونصف من الزمان تعاقب خلالها مالا يقل عن 45 سلطان.
 

طومان باى

 
ساعدت مقاومة طومان باى الباسلة للعثمانيين، والنهاية المأساوية لهذه الشخصية فى حفر صورة مضيئة لطومان باى فى الوجدان الشعبى المصرى، باعتباره واحدا من الأبطال القوميين فى تاريخنا برغم أنه جركسى الأصل.
 
لقد أصبحت وقائع الغزو العثمانى لمصر ـ التى سجلها الشيخ أحمد بن زنبل الرمال، وأبرز فيها دور طومان باى فى التصدى لهذا الغزو، ومعاركه ضد سليم الأول وجيوشه، ثم وقوعه فى الأسر وشنقه ـ واحدة من السير التى تروى فى مقاهى القاهرة فى العصر العثماني، كما أن روايات الرحالة الأوروبيين لواقعة أسر طومان باى وشنقه، التى استمرت تتردد فى مدوناتهم عن رحلاتهم إلى مصر، طوال أكثر من مائة عام تالية للغزو العثمانى للبلاد، تكشف عن المكانة التى احتلها طومان باى فى وجدان الشعب المصري، فلا شك فى أن مصدر هذه الروايات هم المصريون الذين التقى بهم هؤلاء الرحالة.
 
وأحدث إعدام طومان باى  صدى واسعَا بين المصريين الذين حزنوا عليه حزنًا شديدًا، فقد ظل لعدة شهور بعد الغزو العثمانى لمصر يمثل أمل المصريين فى التخلص من هذا الاحتلال الجديد، وبإعدامه خبا هذا الأمل، وقد كان حزن الناس على طومان باى أمرًا مفهومًا، فقد كان حسب معاصريه أميرًا وسلطانًا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة