لبنان.. من تأسيسه بقرار فرنسى إلى فقدانه حق التصويت فى الأمم المتحدة

السبت، 11 يناير 2020 05:13 م
لبنان.. من تأسيسه بقرار فرنسى إلى فقدانه حق التصويت فى الأمم المتحدة لبنان
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الأزمات السياسية فى لبنان تزداد يوما بعد يوم، وأصبحت الأزمات التى يجنيها شعب لبنان جراء الأوضاع السياسية المتأزمة منذ 17 أكتوبر الماضى، سببا فى مأزق دولى كبير، فبعدما انطلقت الاحتجاجات فى البلاد اعتراضا على الأوضاع التى وصفها المحتجون بـ"الفساد المستشرى"، ما أدى لانهيار الأوضاع الاقتصادية، تراكمت الأزمات، وآخرها خسارته حقه فى التصويت بالأمم المتحدة علماً أن بلد الأرز عضو مؤسس فى الأمم المتحدة.
 
وأعلنت الأمم المتحدة خسارة الجمهورية اللبنانية لحقها فى التصويت بالأمانة العامة بعد تخلفها عن دفع المستحقات المالية المتوجبة عليها للأمم المتحدة لمدة عامين، ولم تكن لبنان وحدها التى عجزت عن السداد بل لحق بها 9 دول أخرى، من بينها جمهورية أفريقيا الوسطى، جامبيا، الصومال، اليمن وفنزويلا.
 
 
ورغم أن التاريخ اللبنانى قديم ويمتد إلى زمن الحضارة الفينيقية القديمة، كما مرّت على لبنان عدّة حضارات وشعوب استقرت فيه منذ عهد الفينيقين، مثل المصريين القدماء، الآشوريين، الفرس، الإغريق، الرومان، الروم البيزنطيين، العرب، الصليبيين، الأتراك العثمانيين، فالفرنسيين، إلا أن لبنان المستقلة لم تظهر إلا فى العصور الحديثة وقبل نحو 80 عاما، حيث ظلت طوال الوقت جزءا من الأراضى السورية.
 
وبالعودة إلى مطلع القرن العشرين تبدو مظاهر استقلال لبنان عن سوريا، لها خلفيات كثيرة، فبحسب كتاب "دور الإدارة الأمريكية والقوى الغربية في لبنان 1943-1961" تأليف ياسر طالب الخزاعلة، فإنه بعد هزيمة الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى عام 1918، سارع الأمير فيصل بن الحسيم إلى إعلان الحكومة العربية فى دمشق ومن ثم فى بيروت، غير أن بعض القوى بدأت تعارض تعريب لبنان بعد انتهى عهد الدولة العثمانية وطلبت فرنسا بالسيطرة على لبنان.
 
 
وفى عام 1919 أصبحت القضية اللبنانية تسير فى اتجاهات التدويل والتعريب، وفى مؤتمر فرساى فى باريس عرض المسلمون موقفهم بواسطة الأمير فيصل، مطالبين بالاستقلال، بينما طالب الموارنة فرنسا بالاستقلال تحت حمايتهم، وبدا أن الصرع أصبح طائفيا.
 
وبحسب الكتاب سالف الذكر فإن فكرة تأسيس دولة لبنان، ظهرت ذات طابع مسيحى برعاية فرنسية، وأخذت تتبلور نتيجة العلاقة الوثيقة بين زعماء الكنيسة المارونية وفرنسا، فيما رفض المسلمون هناك هذه التوجه، وعملوا على تأييد حكومة الفيصل العربية، إلى أن جاء قرار الجنرال جورو بفصل لبنان عن سوريا، وإعلان دولة لبنان الكبير فى 31 أغسطس فى عام 1920، وجاء القرار ليؤكد رغبة فرنسا فى إعطاء لبنان طابعا مميزا عن محيطه العربى.
 
وفيما يخص النظام التمثيلى، قرار المندوب السياحى الفرنسى فى 18 مارس عام 1922، إجراء انتخابات للمجلس التمثيلى، وأجريت الانتخابات فعلا فى أبريل 1922، وقد جرى قبل انتخابات عملية إحصاء للسكان اعتبرت السلطات فيها أن المسيحيين يمثلون غالبية الشعب اللبنانى، وبناء على الإحصاء تم توزيع المقاعد النيابية بين الطوائف، حيث نالت الطوائف المسيحية 16 مقعدا، مقابل 13 فقط للطوائف الإسلامية.
 
 
وعمل الفرنسيون منذ ذلك الوقت على تغذية العنصرية والانفصالية فى لبنان وسوريا، وذلك لوجود أقليات قومية ودينية ومذهبية، حتى قاموا بتحشيد أبناء هذه الأقليات من أجل قمع الثورات السورية التى انطلقت عام 1925 واستمرت حتى عام 1928، وفي 23 مايو 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية، فكانت بذلك أول جمهورية في الوطن العربي، حيث كانت أغلبيت الدول القائمة حينها تحت النظام الملكى ومن بينها المملكة المصرية.
 
وأخذت الحكومة اللبنانية بعد الاستقلال تدعم موقفها في داخل البلاد وخارجها، فقد شارك لبنان في المشاورات العربية التى تمخض عنها إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945، وانضم إلى عضويتها وإلى عضوية هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة. بعد خمسة أعوام من الاستقلال شارك لبنان مع بقية الدول العربية في محاربة إنشاء دولة يهودية في فلسطين عام 1948، وكان دوره يتلخص في تقديم دعم لوجيستي مساند للقوات العربية. وبعد انتصار الجيش الإسرائيلي وقّع لبنان مع إسرائيل معاهدة وقف إطلاق النار التي عرفت بهدنة 1949، واستعاد لبنان بموجبها كل الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي. ونتيجة للحرب نزح حوالي 100 ألف فلسطيني إلى لبنان وسكنوا في مخيمات للاجئين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة